فى ظل الانتصارات المتلاحقة لحركة طالبان وسيطرتها على العديد من المدن واقترابها من السيطرة على العاصمة كابول .. يتسأل البعض عن من هو زعيم هذه الحركة .
انه الملا هبة الله أخوند زاده الذى تولى زعامة حركة طالبان الأفغانية في 26 مايو 2016 بعد أن تم تعيينه في هذا المنصب من قبل مجلس شورى الحركة خلفاً لزعيم الحركة السابق أختر محمد منصور الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في 22 مايو 2016 بالقرب من مدينة كويتا في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان على الحدود الأفغانية.
وقاتل أخوند زاده ضد القوات السوفيتية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان وعمل رئيساً لمحكمة عسكرية في كابول تحت حكم مؤسس طالبان وزعيمها الروحي الراحل الملا عمر.
وتحت قيادة أخوند زاده وقعت طالبان اتفاق سلام تاريخي مع الولايات المتحدة في قطر في 29 فبراير 2020 ووصف أخوندزاده الإتفاق بأنه “انتصار كبير” للجماعة.
ومنذ 1 مايو 2021 صعدت طالبان عملياتها العسكرية ضد القوات الحكومية وسيطرت على مساحات شاسعة من أفغانستان.
وبحسب سيرته الذاتية المنشورة على الموقع الرسمى لحركة طالبان ، ولد أخوند زاده فى 19 أكتوبر فى منطقة باجواى في ولاية قندهار وينتمى لقومية البشتون من قبيلة نورزاي القوية في قندهار
يُعتقد أنه أحد الأعضاء المؤسسين لحركة طالبان وكان مساعداً مقرباً لمؤسس الجماعة الملا محمد عمر.
شارك أخوند زاده في المعارك ضد الحكومة الأفغانية الموالية لروسيا بزعامة محمد نور ترقي والتي وصلت إلى الحكم في أبريل 1978 .
فر من أفغانستان إلى باكستان المجاورة حيث استقر في مخيم “جنغل بير أليزاي” للاجئين في مقاطعة بلوشستان الحدودية.
ويقال إنه أمضى أواخر الثمانينيات في محاربة القوات الروسية وتعليم “المجاهدين” أثناء القتال ضد السوفييت في أفغانستان حسب رواية طالبان.
في عام 1996 عينه زعيم طالبان السابق الملا محمد عمر رئيسا لمحكمة عسكرية في كابول.
وحسب السيرة الذاتية الرسمية لطالبان فإن أخوند زاده نجح في “استعادة القانون والنظام” في البلاد، وإن تطبيقه للحدود الشرعية لعب دوراً رئيسياً في هذا المجال حسب ما حاء في السيرة.
وفي أعقاب الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 لعب أخوند زاده لعب دوراً “فاعلاً وقيادياً” في “إحياء وتنظيم الجهاد” ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف في الحرب في أفغانستان، حسب الحركة.
وفي 30 يوليو 2005 تم تعين أخوند زاده نائباً لزعيم الجماعة الجديد الملا أختر محمد منصور بعد تأكيد وفاة مؤسسها وزعيمها الروحي الملا محمد عمر.
وفي واحدة من أولى تصريحاته العلنية قال أخوند زاده في 30 يوليو 2016 إن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الأفغانية ممكن إذا تخلت عن حلفائها الأجانب، وخاطبها قائلاً: “إن دعمكم وانحيازكم للغزاة يشبه عمل تلك الوجوه البغيضة التي دعمت في الماضي البريطانيين والسوفييت. طالبان لديها برنامج لتوحيد البلاد في ظل الشريعة الإسلامية و”أبواب العفو والغفران مفتوحة”.
وأصدر أخوند زاده بياناً في 26 فبراير 2017 دعا فيه الأفغان إلى زراعة الأشجار في أفغانستان، مسلطاً الضوء على أهمية ذلك في الشريعة الإسلامية. وجاء في البيان إن: “زراعة الأشجار تلعب دوراً مهماً في حماية البيئة والتنمية الاقتصادية وتجميل الأرض”، مضيفًا أن “الله عز وجل ربط حياة الإنسان بالنباتات، فالنباتات تعيش على التربة بينما الإنسان والحيوان يعيش على النباتات. إذا تم القضاء على زراعة النباتات وزراعة الأشجار فإن الحياة نفسها ستتعرض للخطر”.
ونشر تنظيم “الدولة الإسلامية ” داعش في 24 مارس 2017 فيديو دعائيا بعنوان “على أبواب المعارك الملحمية” وصف فيه أخوندزاده بـ “طاغية طالبان”
وبعد أشهر قليلة من فيديو “الدولة الإسلامية” أصدر فرع القاعدة في شبه القارة الهندية في 25 يونيو 2017 وثيقة بعنوان “مدونة السلوك” حدد فيها أيديولوجيته وأولوياته. وأوضح أنه ملزم ببيعة زعيم القاعدة أيمن الظواهري لأخوند زاده ، وأن “أهم هدف” للقاعدة هو دعم طالبان.
كما جاء في الوثيقة أن القاعدة في بلاد الرافدين تقاتل أعداء طالبان خارج أفغانستان بينما تقاتل في الوقت نفسه إلى جانبها داخل البلاد وحثت الجماعات الجهادية الأخرى على مبايعة أخوند زاده.
ووافقت حركة طالبان في 9 يونيو 2018 على وقف مؤقت لإطلاق النار مع الحكومة الأفغانية بعد إعلان الرئيس الأفغاني أشرف غني في وقت سابق عن وقف إطلاق النار مع الجماعة المسلحة.
في 29 فبراير 2020 وقعت الولايات المتحدة وطالبان اتفاق سلام في قطر.
وأصدرت الحكومتان الأمريكية والأفغانية إعلاناً مشتركاً تلتزم فيه واشنطن بتقليص وجودها العسكري في البلاد إلى 8600 جندي في غضون 135 يوماً واستكمال انسحاب القوات المتبقية في غضون 14 شهراً بحلول 1 مايو 2021.
وأصدر موقع “صوت الجهاد” بيانا نقل فيه عن أخوند زاده وصفه لاتفاق السلام مع الولايات المتحدة بأنه “نصر كبير”.
كما أعلن أخوند زاده أن طالبان ستعفو عن كل من “شارك في الأعمال العدائية ضد الإمارة الإسلامية (طالبان) أو أي شخص لديه تحفظات على الإمارة الإسلامية”.
في 20 مارس 2020 أصدرت القاعدة بيانا من ثلاث صفحات هنأت فيه طالبان على اتفاق السلام الأخير الموقع مع الولايات المتحدة.
وهنأ البيان صراحة أخوندزادة على “النصر التاريخي” الذي قالت إنه “أجبر الولايات المتحدة على سحب قواتها المحتلة من أفغانستان والامتثال للشروط التي يمليها مجاهدو طالبان”.
كما حث البيان علماء المسلمين والشعب الأفغاني على الالتفاف حول طالبان ودعم الجماعة في بناء دولة إسلامية تحكمها الشريعة وحث الجهاديين في مختلف أنحاء العالم على اتخاذ طالبان نموذجاً يحتذى به.
وأصدرت طالبان رسالة مطولة قبل عطلة عيد الفطر في 20 مايو 2020 حث فيها أخوند زاده الولايات المتحدة على “المضي قدما” نحو تنفيذ الاتفاق الموقع في الدوحة .
وقال أخوندزاده في البيان: “الإمارة الإسلامية (طالبان) ملتزمة بالاتفاقية الموقعة مع أمريكا وتحث الطرف الآخر على احترام التزاماته وعدم السماح لهذه الفرصة الحاسمة بأن تضيع هباءً”.
وأصدر اخوند زاده في 28 يوليو 2020 بيانا بمناسبة عيد الأضحى قال فيه إن الجماعة على وشك “إقامة حكومة إسلامية نقية” واوضح أن طالبان أوفت بالتزاماتها الواردة في اتفاقية السلام التي تم توقيعها مع الولايات المتحدة في 29 فبراير وحث الولايات المتحدة على إظهار “الجدية والإهتمام والحصافة” في عملية السلام الجارية في البلاد.
المصدر : وكالات