تناولت صحيفة الجارديان البريطانية في افتتاحيتها التطورات الأخيرة في أفغانستان، وجاءت تحت عنوان: “ما زلنا نتحمل مسؤولية تجاه الأفغان”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مخاوف العديد من الأفغان، منذ إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن سحب جميع القوات الأمريكية من البلاد بحلول سبتمبر، تحققت وزادت عليها مخاوف جديدة.. فسرعة وحجم تقدم طالبان المتصاعد “أذهل المراقبين”.
وسيطرت طالبان يوم الجمعة على زارانج، عاصمة إقليم نمروز. وقالت الجارديان إن احتمالات حكم طالبان الكامل تلوح في الأفق.
ونقلت الصحيفة عن تقرير للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، تحذيره من مقتل وجرح أعداد قياسية من المدنيين منذ الأول من مايو، وأن الخسائر قد تتفاقم مع انتشار القتال من المناطق الريفية إلى البلدات والمدن.
وجادل البعض، بحسب الصحيفة، بأن طالبان يمكن أن تكون تطورت وأصبحت أحدث وأقل تطرفا – واثقين بما قاله ممثلي الحركة في الدوحة.
لكنّ هيومن رايتس ووتش تقول إن قوات طالبان تقوم بإعدام الجنود والشرطة والمدنيين المحتجزين والمشتبه في صلتهم بالحكومة الأفغانية، من دون محاكمة، بحسب الصحيفة.
ومنعت الفتيات من الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى في المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان.
واعتبرت الجارديان في افتتاحيتها أن اعتقاد الولايات المتحدة بأنها يمكن أن تغير أفغانستان كان دليلاً “على الغطرسة”، لكن انسحابها السريع هو “فشل آخر له تكلفة بشرية هائلة”.
وأضافت أن عدم قدرتها على تقرير مستقبل البلاد لا يعفيها من كل المسؤولية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن واشنطن تدعي أنها “ليست مستعدة للانسحاب مهزومة” من محادثات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية، إلا أنه في الحقيقة يبدو أن المملكة المتحدة تبذل المزيد من الجهود في الدبلوماسية، بما في ذلك من خلال ممارسة الضغط على باكستان.
واعتبرت الجارديان أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتحرك.
وأكدت أن 30 ألف أفغاني على الأقل يفرون من البلاد كل أسبوع “ويقابل الكثير منهم بعدائية”، معتبرة أن القضية الأخلاقية الأكثر إلحاحا الآن هي توفير ملاذ لأولئك المعرضين للخطر بسبب العمل مع الغرب.
وأشارت إلى مخاوف كبيرة من أن إعلان بايدن عن الانسحاب لم يترك سوى القليل من الوقت لمساعدتهم وأن الولايات المتحدة ستترك الكثير منهم وراءها.
وذكّرت الجارديان برسالة وجهها العشرات من كبار القادة البريطانيين للحكومة البريطانية كي تعيد التفكير في “رفضها المخزي” لإعادة توطين المترجمين الأفغان الذين كانوا يعملون مع القوات البريطانية وتم فصلهم لأسباب تأديبية – دون أي إجراءات قانونية واجبة، وفي كثير من الأحيان “لأسباب تافهة”. وقالت الصحيفة إن على الحكومة أن تفعل ذلك.
ووافق وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، يوم الجمعة على النظر في السماح للصحفيين الذين عملوا مع وسائل الإعلام البريطانية بالانتقال إلى المملكة المتحدة، بناء على دعوة من الصحف والمذيعين، بما في ذلك الجارديان.
وكان الصحفيون الأفغان ضروريين لفهم الجمهور للحرب ولطالما استهدفتهم طالبان. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن قرار راب مرحب به، إلا أن معاملة المترجمين الفوريين المفصولين، تظهر أن تفاصيل هذه القرارات ستكون خطيرة.
وأنهت الجارديان مقالها الافتتاحي بقول إن أولئك الذين عملوا في الجمعيات الخيرية البريطانية وأولئك المعرضين للخطر بسبب الترويج للقيم التي قالت المملكة المتحدة إنها ستعززها في أفغانستان يحتاجون أيضا إلى الحماية، ويجب أن تقدم إليهم.