يكافح مئات عناصر الإطفاء حريقا على أطراف أثينا اليوم الجمعة فيما اشتعلت عشرات الحرائق في اليونان محدثة ما وصفه رئيس الوزراء كرياكوس ميتسوتاكيس بأنه “وضع خطير” بينما تزداد الضغوط على تركيا المجاورة جرّاء طريقة تعاملها مع حرائق الغابات على أراضيها.
وتحاول السلطات اليونانية والتركية السيطرة على حريق تلو الآخر منذ أسبوع، في ظل أسوأ موجة حر تجتاح المنطقة منذ عقود، في كارثة ربطها خبراء بأحوال الطقس الرديئة والتي باتت تتكرر اكثر جرّاء التغير المناخي.
ووصل عناصر إطفاء فرنسيون إلى اليونان ليل الخميس للمساعدة بينما يتوقع أن ترسل سويسرا والسويد ورومانيا وإسرائيل قوات دعم أيضا.
وأفاد ميتسوتاكيس “يواجه بلدنا وضعا خطيرا للغاية”، فيما وضعت ست من 13 منطقة في البلاد في حالة تأهب مرتفعة.
وأضاف “نواجه ظروفا غير مسبوقة بعدما حوّلت موجة حر استمرت عدة أيام البلاد إلى برميل بارود”.
وعلى بعد نحو 30 كلم شمال أثينا، أتى حريق على مساحات شاسعة من غابات الصنوبر، ما أدى إلى إخلاء مزيد من القرى خلال الليل بينما غطّت سحب الدخان الأسود الكثيف العاصمة اليونانية.
وقطع جزء من طريق سريع يربط أثينا بشمال البلاد في إجراء احترازي.
ومن المقرر أن ترسل فرنسا والسويد طائرتين تستخدمان لقذف المياه كما سترسل رومانيا 112 عنصر إطفاء و23 مركبة وسويسرا ثلاث مروحيات، بحسب ما أفاد متحدث باسم عناصر الإطفاء في اليونان.
ونظرا لارتفاع مستوى المخاطر، أصدرت السلطات اليونانية حظرا شاملا على زيارات الغابات والحدائق الوطنية أو المناطق الطبيعية حتى الاثنين.
وقال ميتسوتاكيس الخميس أثناء تفقده موقعا أثريا جرت فيه أول دورة ألعاب أولمبيو في التاريخ وتهدده الحرائق “إذا كان هناك من يشككون في مسألة إن كان التغير المناخي حقيقيا، فليأتوا ويروا شدة الظاهرة هنا”.
كما أجبرت الحرائق حكومة مقدونيا الشمالية على إعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يوما فيما أعلنت وزارة الدفاع في ألبانيا المجاورة عن وضع “حرج” جراء التهديد الذي تتعرض له منازل في بعض القرى.
أما في تركيا، فاشتعلت 208 حرائق منذ 28 يوليو ما زالت 12 منها مستعرة الجمعة، وفق الرئاسة التركية.
ولقي ثمانية أشخاص حتفهم في حين نقل العشرات إلى المستشفيات في أنحاء السواحل الجنوبية للبلاد.
وفي حدث خطير وقع في وقت سابق هذا الأسبوع، أدت الرياح العاتية إلى اقتراب حريق من محطة لتوليد الكهرباء في تركيا مطلة على بحر إيجه وتخزّن فيها آلاف الأطنان من الفحم.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أن الفحص الأولي الذي أجري بعدما تم إخماد الحرائق أظهر عدم تعرّض “الوحدات الرئيسية للمحطة لأي أضرار بالغة”.
وتواجه الحكومة ضغطا متزايدا بعدما أشارت المعارضة إلى تقرير كشف أنه لم يجر إنفاق غير جزء صغير من الميزانية المخصصة لمنع حرائق الغابات.
المصدر: الفرنسية (أ ف ب)