على وقع تبعات إعلان الحريري اعتذاره عن تشكيل حكومة بعد 9 أشهر من تكليفه, يعيش لبنان مرحلة جديدة من أزمته العميقة، وعلى ذلك أعلنت فرنسا عن عقد مؤتمر دولي جديد في 4 أغسطس المقبل، بهدف “تلبية احتياجات اللبنانيين”، وذلك بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة.
ودعت فرنسا لبنان لإطلاق مشاورات نيابية لاختيار رئيس وزراء جديد، بعد قرار سعد الحريري الاعتذار عن تشكيل الحكومة الذي “أسفت له باريس واعتبرته فصلا مأساويا جديدا في عجز المسؤولين اللبنانين عن حل الأزمة التي تسببوا بها”.
واختارت باريس موعد 4 أغسطس لعقد المؤتمر، تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت الذي سبب خسائر بشرية ومادية هائلة، وعمّق الأزمة السياسية في لبنان.
وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية أن مؤتمرا دوليا جديدا لتلبية احتياجات اللبنانيين سيعقد في الرابع من أغسطس، بمبادرة من ماكرون والأمم المتحدة.
وشهدت شوارع بيروت وعدد كبير من المناطق اللبنانية قطعا للطرقات، وعمد مناصرو الحريري إلى التظاهر في العاصمة مما أدى إلى توتر مع الجيش اللبناني الذي انتشر في بيروت.
وتواصل الليرة اللبنانية هبوطها الحاد في الأسواق الموازية، حيث وصل الدولار الواحد إلى 22700 ليرة.
ويترقب الشارع المواقف السياسية وطرح بديل عن الحريري، وموعد الاستشارات النيابية الملزمة.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إن إعلان الحريري الاعتذار عن تشكيل حكومة جديدة “تطور آخر مخيب لآمال الشعب اللبناني”.
وأضاف بلينكن في بيان أنه “من المهم تشكيل حكومة ملتزمة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات ذات الأولوية في الوقت الراهن، إذ يجب أن تبدأ الحكومة أيضا في التحضير للانتخابات البرلمانية لعام 2022، التي يجب إجراؤها في موعدها بطريقة حرة ونزيهة”.
واعتبر الوزير أن “الطبقة السياسية في لبنان أهدرت الشهور التسعة الماضية، بينما انهار الاقتصاد اللبناني وعجزت الحكومة عن تقديم الخدمات الأساسية”.
وحث بلينكن القادة في بيروت على تنحية الخلافات الحزبية جانبا، وتشكيل حكومة تخدم الشعب اللبناني.
المصدر: وكالات