دعت صحيفة الرياض السعودية، ساسة إسرائيل لقبول مبادرة السلام العربية، والبدء في فتح قنوات حوار مع العرب حتى يُقر السلام بشكل عملي.
وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها أن ما يمر بالمنطقة من حروب داخلية واحتمال زوال دول وتشكيل أخرى غير مفهوم الاستراتيجيات التي خططت لها إسرائيل مع دول مؤيدة لها إذ إن إحاطتها بدول إسلامية، أو تشكيلات تنتهج الاستشهاد والعنف ورفض مبدأ السلام في استعادة الأرض المحتلة، وتنامي هذا الشعور، وانتشار وعي عالمي جديد صنف إسرائيل بدولة عنصرية معتدية حتى داخل أوروبا وأمريكا، والذهاب لما هو أبعد من ذلك، بأن عصر المغامرات العسكرية في بيئة عداء متنامية للغرب وأمريكا ومعهما إسرائيل، لا تحتمل العودة للسياسات القديمة.
وتابعت إن من بين من رأوا حتمية تقلص نفوذ إسرائيل أو الاعتماد عليها في استراتيجيات المستقبل أعطى مؤشرات جديدة عند صانعي القرارات في الغرب، وأصبح لديهم قناعات بعدم ديمومة إسرائيل.
واستعرضت الصحيفة ماقاله هنرى كيسنجر وزير خارجية أمريكا الأسبق وأثار ضجة فيما قيل إنه تنبأ بزوال إسرائيل خلال 10 أعوام اعتبارًا من تاريخ 2012، وراجت خلفه تعليقات وتحليلات ونفي وإثبات، غير أن استنتاجات بنيت على العديد من التوقعات من قبل أمريكيين متعاطفين مع إسرائيل، وبعض من يحملون جنسيتها، حشدوا علماء مستقبليات فيما سيجري من تحولات في المنطقة خرجوا بآراء أن ما بعد الثورات العربية الحديثة إلى جانب ضعف الأمان في الداخل الإسرائيلي، ضاعف أعداد المهاجرين، وقلص أعداد العائدين إليها، وأن أسبابا أخرى مثل ولادة جيل يرفض الحروب، ولا يؤمن بتحويل إسرائيل إلى ثكنة عسكرية تعلن فيها حالات الطوارئ في كل مناسبة أدى إلى ضعف الانتماء لوطن خاص بهم.
وأضافت أن الفرضيات الأخرى في أن تزايد السكان العرب حتى من اليهود والتوسع بالمستوطنات وصغر الرقعة الجغرافية والسكانية، واعتماد سياسة الفصل العنصري، وعدم الولاء من قبل يهود الخارج بالصهيونية والعودة لأرض الميعاد، والتزاوج مع أجناس وأصحاب ديانات أخرى داخل التجمعات الأكبر في أمريكا وأوروبا، والسعي لاكتساب جنسية البلد الأصلي غير إسرائيل، جعل من يحللون مستقبلها لا يرون فيها نمط العيش المثالي أو البقاء الدائم، وهذا لم يصدر عن رؤى عربية أو إسلامية، ولكنها دراسات تعتبر إلى حد كبير محايدة وموضوعية من عناصر هي أقرب إليها.
غير أن الصحيفة تساءلت: لكن ماذا لو خرج من ساسة إسرائيل من وضع هذه التقديرات مكان الواقع القادم، وباشروا بتنازلات وبقبول المشروع العربي للسلام، وبدوا بفتح قنوات حوار واتصالات وشروط جديدة، لكن مع الإبقاء على قوة إسرائيل النووية حتى يتقرر السلام بشكل عملي، فهل يمكن أمام متطرفي الاتجاهين الوصول إلى نتائج يخطط لها الساسة، وترفضها عناصر عربية وإسلامية من جهة، وإسرائيلية من جهة أخرى؟
واختتمت تعليقها قائلة إن الاحتمالات مطروحة، والتنبؤات القائمة على تحليل الجغرافيا السياسية والاقتصادية محرك أساسي في تغيير مسارات الخطط والأفكار، لكن ذلك محكوم بإغلاق مبدأ الصراع التاريخي، الذي ولد العداوات وكان سببا في الحروب، ثم الاتجاه إلى بناء سلام محتمل دائم.
رويترز – أ ش أ