أكدت صحيفة “النهار” اللبنانية أن بسالة الجيش اللبناني والخلافات بين جبهة النصرة وتنظيم داعش أسهمتا في تفريغ عرسال من المسلحين تدريجيا.
وقالت الصحيفة إن نشوة الحرب لدى المسلحين بلغت حداً غير مسبوق ومنوا أنفسهم النفس بنصر سريع في غضون أيام قليلة، لكن الآمال خابت عندما انجلى غبار اليوم الأول عن سقوط 10 شهداء للجيش وبسالته وصموده على رغم تعمد أرض المعركة بدماء عناصره.
وأضافت أنه إذا كان المسلحون حتى وقت قريب توهموا أن الانتصار في معركة عرسال في متناول اليد، فقد خاب ظنهم وتكبدوا خسائر فادحة وضاع السيناريو، الذي رسمه المسلحون ولن يكون في مقدورهم معاودة كتابته.
وأشارت إلى أنه صباح أمس حصل صدام مسلح بين الفصائل في عرسال على خلفية انسحاب “جبهة النصرة” من الأماكن، التي كانت سيطرت عليها وسط البلدة.
وقالت لقد مني المسلحون مبدئيا بهزيمة تحت نار “السيف المصلت”، ولمسوا أن المعركة مع الجيش ليست سهلة كما كانوا يعتقدون. وقد تركت فصائل “جبهة النصرة” أرض المعركة وسط البلدة في اتجاه أطراف عرسال على وقع تبادل التهم بالخيانة، فمسلحو “النصرة” يفاوضون وفد “هيئة العلماء المسلمين” ويبدون استعدادهم للانسحاب إلى الجرود، بينما يرفض مسلحو “داعش” الانسحاب قبل إطلاق الموقوف السوري عماد جمعة.
وأكد عدد من أهالي عرسال لـ”النهار” أنهم لم يلحظوا صباح أمس وجود أي مسلح في بلدتهم على وقع هدوء حذر سادها، واستطاعوا التجول في بعض شوارعها بعدما فرض المسلحون من بداية المعركة حظر تجول، مانعين المدنيين من المغادرة، ومَن حاول منهم أو اشتبهوا في إبلاغه الجيش بإحداثيات نقاطهم، اقتادوه من منزله لتصفيته على الفور.
كما أكد شهود عيان لـ”النهار” أن أكثر من 30 شاحنة صغيرة غادرت عرسال ركّابها مدججين بالأسلحة ويرفعون أعلام “النصرة” في اتجاه المنطقة الجردية.
واعتمد الجيش اللبناني خلال المعركة على سياسة التركيز على القصف المدفعي، مع خطة لتضييق الحصار على البلدة والتثبّت من غغلاق كل المنافذ للحيلولة دون وصول إمداد لوجيستي وبشري للمسلحين.
ثم راح الجيش رويداً رويداً يعتمد على عمليات ميدانية، واستطاع إحكام الطوق تقريبا على المسلحين من ناحيتي الجنوب والغرب للبلدة، وانحصرت الاشتباكات مع المسلحين في وادي الرعيان ووادي عطا الجردية، ثم دخل عرسال وسيطر على أحياء منها وأوقف العشرات، وصادر كميات من الأسلحة.
المصدر:أ ش أ