تقييمات متضاربة تلف محادثات فيينا حول إحياء الاتفاق النووي، ما بين تأكيدات إيرانية على إحراز المحادثات تقدما، وإقرار أوروبي من ناحية أخرى بتعقد المهمة والصعوبات التي تواجه المفاوضات، ما يفرض حالة من الغموض حول نتائجها، ومدى إمكانية التوصل لاتفاق قريب.
“كلما اقتربنا من النهاية، أصبحت مهمتنا أكثر صعوبة وتعقيدا”، تصريح تناقلته تقارير إعلامية على لسان دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، على هامش الجولة الخامسة من المحادثات، يعكس حجم الصعوبات التي يواجهها المفاوضون في الوقت الذي نفى فيه التوصل لاتفاق على رفع معظم العقوبات المفروضة على إيران.
وقال الدبلوماسي الأوروبي: “لم يتم الانتهاء من تلك القضية”، نافيا بذلك تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني بهذا الخصوص.
وأشار وزير الخارجية الأمريكى أنتوني بلينكن، في مقابلة قبل أيام مع شبكة “إي بي سي نيوز”، إلى أن المفاوضات المنعقدة في العاصمة النمساوية “نتائجها غير واضحة إلى الآن”، في الوقت الذي يقول فيه المفاوضون الإيرانيون إن المحادثات تشهد تقدما ملحوظا.
ومددت إيران اتفاق المراقبة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة شهر، بعد انتهائه في 22 مايو، وأعلن مدير الوكالة رفاييل غروسي، مواصلة عمليات المراقبة للمواقع النووية الإيرانية، مع رفض أي شروط إيرانية على عمل الوكالة.
وقد تكون الجولة الخامسة الحالية هي الأخيرة، طبقا لتصريحات الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، والذي توقع أن تصل المفاوضات إلى نتيجة في أوائل يونيو.
وكان المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريك مورا (الذي يدير المحادثات)، قد تحدث عن تقدم بالمفاوضات بنهاية الجولة الرابعة، لكنه أشار في الوقت نفسه لــ “أمور عالقة” يتعين العمل عليها، أولها مسألة العقوبات المفروضة على إيران.
ووصف رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي، الموضوعات العالقة بأنها “موضوعات حساسة” لا تزال محل اختلاف في محادثات فيينا.
التباين الواضح في تقييم نتائج محادثات فيينا حتى اللحظة، يرجعه الباحث في الشؤون الإيرانية علي عاطف، إلى مسألة رفع العقوبات المفروضة على إيران، والتي يقول إنها من أهم الملفات التي لا تزال تسبب اختلافا في التصريحات.
ولفت عاطف إلى أن الجانب الإيراني يرغب في تحقيق أكبر قدر من تخفيف وإزالة للعقوبات في جولات المفاوضات المستمرة منذ أشهر قليلة، فيما الأمر على أرض الواقع مختلف إلى حد ما حيث أكدت الإدارة الأميركية أنه لا يمكن رفع جميع العقوبات وأن هناك عقوبات من الصعب إزالتها.
وفي وقت سابق، حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، مما سماه بمحاولات الولايات المتحدة وبريطانيا لكسب رضا إسرائيل في مسألة الاتفاق النووي.
واعتبر مساعي لندن وواشنطن بمثابة “تحريف” للهدف من مباحثات فيينا، قائلا إن إسرائيل هي العدو اللدود للاتفاق النووي.
المصدر : وكالات