قال قائد بارز في سلاح الجو الأمريكى إن السلاح يستهدف قصر أسطوله من المقاتلات على أربعة طرازات فقط في مقدمتها طائرات “الشبح” F-35، التي ستشكل ركيزة القوات الجوية الأمريكى إلى جانب مقاتلات الجيل السادس.
ونقلت دورية “إيرفورس ماجازين” الأميركية عن رئيس أركان القوات الجوية، الجنرال سي كيو براون، قوله إن الطرازات الأربعة في أسطول مقاتلات سلاح الجو ستقتصر على مقاتلات “إف-35″، و”إف- 15 إي إكس”، و”إف- 16″، ومقاتلات “الجيل السادس للسيطرة الجوية”، المعروفة باسم “NGAD”.
وقال الجنرال براون، في كلمة أمام مؤتمر افتراضي نظمته شركة “ماكليز واسيوشياتس” الحكومية القانونية الاستشارية البارزة، “لدينا حالياً في أسطولنا سبعة طرازات من المقاتلات، ونيتي أن تتقلص إلى نحو أربعة، فعلياً، أما ما هو المزيج الملائم الذي سيتم تشكيله؟ فمن بين تلك الأربعة”.
وأشار إلى أن المكون الرئيسي للمقاتلات سيتألف من “أربعة طرازات إضافة إلى واحد، لأننا سنحتفظ بالمقاتلة إيه-10 لفترة أثناء إعادة التحديث”، إذ تقرر تمديد خدمة تلك المقاتلات المهيبة، التي يطلق عليها “وارثوج” (خنزير الحرب الوحشي)، حتى ثلاثينيات القرن الحالي.
وبيّن مسئول سلاح الجو الأمريكى أنه من المقرر استبدال مقاتلات إف-22 لتحل محلها مقاتلات “الجيل السادس للسيطرة الجوية” NGAD، التي ستعمل جنباً إلى جنب مع مقاتلات F-35، التي ستكون حجر الزاوية للأسطول، ومعهما المقاتلة F-15EX، وبعدها سيكون لدينا أيضاً F-16، التي ستخدم لفترة أخرى”.
كان قادة سلاح الجو الأميركي ألمحوا العام الماضي إلى أنهم ربما يشترون مقاتلات F-15EX، ليس لتحل محل الطراز القديم منها F-15C، ولكن لتحل أيضاً محل 218 مقاتلة من الطراز الأحدث الذي يطلق عليه (النسر الضارب) F-15 Strike Eagl.
ولفت الجنرال براون إلى أن سلاح الجو يقرر المزيج المناسب من المقاتلات من خلال دراسة جوية فنية داخلية تشارك فيها كل أفرع القوات الجوية للنظر “عبر السلاح بأكمله، في كل ما يتعلق بمقاتلاتنا الهجومية، وخطط الهجوم، وخصائص المقاتلات”.
وقال: “في واقع الأمر، أنظر عبر نافذة من البدائل، لأن الحقائق والافتراضات تستند إلى تهديد ما سوف يتغير مع مرور الوقت”، لافتا إلى أن الدراسة ليس من المتوقع لها أن تجسد مطالب موازنة سلاح الجو الأميركي في العام المالي 2022، ولكنها “حقيقة أعدت لتساعدني لتصور (موازنة عام) 23″، على حد قوله.
وأكد أن سلاح الجو الأميركي لا يزال يدرس البديل الذي سيحل محل مقاتلات “إف-16″، قائلا “هل سيكون مزيداً من F-35، أو أي شيء آخر قد يظهر مستقبلا. فأنا لأ أريد أن أتخذ القرار اليوم، وربما يحدث ذلك في غضون ست أو سبع أو ثماني سنوات مستقبلا”.
من جانبه، حذر أحد المحللين المخضرمين من المبالغة في تقدير حجم الوفورات التي سيتم جنيها وراء خروج طرازات من المقاتلات من الخدمة, ويقول الطيار السابق لمقاتلات إف-16، والباحث البارز في “مركز هيريتاج للدفاع الوطني”، جون فينابل، “إنهم لن يحصلوا مطلقاً على الأعداد (المقاتلات) التي يتوقعونها عندما يخفضون من أجل توفير المال أولاً”.
وبين فينابل أن: “أعداد الطائرات الحربية التكتيكية قليلة للغاية، ولن يتحمل السلاح معاناة إجراء تخفيض آخر في التكاليف والتي قد ينتج عنها أن تصبح (المقاتلات) أعدادها أقل أكثر من ذلك”.
ويقول: “إنF-35 كان يفترض أن تحل محل F-16، وA-10″، منبها إلى أنه “كيف سيبرر السلاح امتلاكه مقاتلات هجومية جديدة مزودة بتقنيات الجيل الرابع. لذا فإن F-15EX تتحدى منطق الأمور”، على قوله.
وتشير دورية “إيرفورس ماجازين” إلى أن القوات الجوية استعانت بالمقاتلة الشبحية F-22 Raptor، التي صُنعت خصيصاً للتصدي لمقاتلات الاتحاد السوفييتي في معارك جو جو، غير أنها لم تُسقط أي طائرة من طائرات العدو في أي عملية قتالية. وبدلاً من ذلك ظهرت في طلعات جوية وضربات فوق سوريا في عام 2014. كما نُشرت تلك المقاتلات، التي يطلق عليها “الطير الجارح”، في الشرق الأوسط لردع إيران.
قبل عقود، كان المشروع التصوري لسلاح الجو الأمريكي امتلاكه اسطولا يتألف من 750 طائرة من المقاتلات الشبحية طراز “الطائر الجارح” F-22، غير أن ما استحوذ عليه فعلياً اقتصر على 187 طائرة فقط، وقامت شركة “لوكهيد مارتين”، المصنعة لها، بتسليم آخر دفعة من طراز F-22 لسلاح الجو الأميركي في عام 2012.
ومنذ ذلك الحين، يراود مسئولون أمريكيون حلم إعادة إنتاج الطائرة مجدداً، غير أن مثل هذه الجهود الرامية لم تفلح. وفي إحدى المراحل، اقترحت “لوكهيد مارتين” بناء مقاتلات جديدة من F-22، مع تزويدها بأجهزة إلكترونية حديثة مستخدمة في مقاتلات F-35 “الشبح”. لكن في نهاية المطاف قرر سلاح الجو الأميركي شراء النسخة المتطورة من مقاتلات F-15 التي تنتجها شركة “بوينج”.
وقد أبدى عدد من حلفاء الولايات المتحدة رغبتهم في شراء الطائرة، غير أن القانون الأميركي يحظر تصديرها. وكانت 17 طائرة من طراز F-22 قد تحطمت في عام 2018 عندما تسبب إعصار في تدمير “قاعدة تيندال الجوية” في ولاية فلوريدا.
المصدر : أ ش أ