أكدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم، أن كافة المعطيات والمؤشرات تفيد بعدم إمكانية تشكيل الحكومة الجديدة في المدى المنظور، على وقع المشهد السياسي الذي دخل مرحلة شديدة من التأزم والتعقيد والغموض، ووسط تخوف جدّية من استمرار الفراغ الحكومي حتى موعد حلول الاستحقاقات الانتخابية في العام المقبل.
وأجمعت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن والأخبار واللواء والشرق) على أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، خرج منتصرا في جلسة مجلس النواب التي أجريت قبل يومين لمناقشة رسالة الرئيس ميشال عون إلى البرلمان حول الأزمة الحكومية، وأنه (الحريري) حصل على تأكيد نيابي بتثبيته رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة الجديدة في مواجهة الفريق الرئاسي الذي يضم عون والتيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل والذي مُني بخسارة معنوية ثقيلة.
وذكرت الصحف أن الأمور في الملف الحكومي “على ما هي عليه من جمود” حيث لا يبدو حتى الساعة أن احتمال تشكيل الحكومة متاحا وممكنا، بل زادت التعقيدات على نحو من شأنه أن يفتح الباب أمام استمرار الفراغ الحكومي لفترة طويلة لا سيما وأن المعلومات تفيد أن الرئيس عون ليس في وارد التنازل والتراجع وملاقاة الحريري في منتصف الطريق، كما أن الأخير لن يتراجع بدوره أيضا، بل يرفض أي مراجعة للتشكيلة الحكومية التي كان قد قدمها إلى رئيس الجمهورية في شهر ديسمبر الماضي ومتمسك بأن يحيلها الأخير إلى مجلس النواب ليمنحها الثقة أو يحجبها عنه، وهو الأمر الذي يرفضه عون جملة وتفصيلا.
وأبدت الصحف تخوفا من أن يمتد الفراغ الحكومي إلى موعد إجراء الانتخابات النيابية في شهر مايو القادم أو حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون في شهر أكتوبر من العام المقبل، في ظل أزمات اقتصادية ومالية ونقدية ومعيشية متفاقمة يشهدها لبنان وانهيارات متسارعة تطال مؤسسات الدولة والخدمات الأساسية.
وأشارت إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، يواصل مساعيه الحثيثة ويصر على عدم إغلاق “باب الإيجابيات” من أجل إبقاء الأمل لدى اللبنانيين في مرحلة شديدة الخطورة ماليا واقتصاديا، بإمكانية تشكيل حكومة جديدة قريبا تنتشل البلاد من أزماتها الخانقة، عبر طرح مبادرات تهدف إلى إيجاد مساحات مشتركة بين الفرقاء السياسيين المعنيين بالتأليف الحكومي، لا سيما الرئيس ميشال عون ومن خلفه التيار الوطني الحر، مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.
المصدر : أ ش أ