شارك زهاء 50 ألف سوري، الخميس، في لبنان حتى ساعة متأخرة من الموعد الذي كان محددا لإغلاق صناديق الاقتراع والذي تأجل إلى، منتصف ليل الخميس الجمعة، نظراً للشوائب التي واكبت الإشكالات المتنقلة على طرقات لبنان وحالت دون مشاركة كثيرين بالعملية الانتخابية.
ووصفت الانتخابات، التي لم تخل من بعض الخروقات وسط معلومات عن نتائج محسومة سلفاً لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.
واجتمعت الحشود كالقطار ضمن إجراءات مشددة للحد من الازدحام في السفارة السورية لدى لبنان، استخدمت خلالها أساليب تكنولوجية، وتأييد وصف “بالبصم بالدم لبشار الأسد في مشهد ترجم مدى عمق محبة المقيمين في لبنان للعودة إلى حضن بلادهم من خلال هذه الانتخابات”.
إلا أن هذه الانتخابات جعلت من الطرقات الرئيسية في لبنان لا سيما المؤدية إلى العاصمة بيروت سلسلة من الرسائل من اللبنانيين إلى النازحين السوريين “ممنوع انتخاب بشار الأسد والبقاء في لبنان” من خلال إشكالات عديدة شهدتها الطرقات في مدينة جونية وعند مدخل الجنوبي لمدينة طرابلس ومناطق أخرى ما ساهم في انتشار كثيف للجيش اللبناني.
وكان السفير السوري في لبنان، علي عبد الكريم علي، قد أعلن في وقت سابق استكمال التحضيرات والتجهيزات لإجراء الانتخابات وسط تجاوب من المسؤولين اللبنانيين، مبينا أن عدد السوريين الذين سجلوا أسماءهم للمشاركة بالانتخابات كبير جدا.
وشهدت الشوارع اللبنانية عددا من الاشتباكات بين اللبنانيين والسوريين، أدى لخسائر مادية في السيارات.
ووقعت صباح الخميس مواجهات في منطقة الأشرفية، شرق العاصمة بيروت، بين شبّان وسيارة ترفع علما سوريا، كما وقع إشكال مماثل على أوتوستراد الناعمة عند مدخل العاصمة بيروت الجنوبي، بينما تشهد الطريق الدولية المؤدية من بيروت إلى محافظة البقاع انتشارا أمنيا مكثفا، خوفا من وقوع حوادث أخرى.
وتعليقا على ما جري في لبنان، قال الكاتب والمحلل السياسي بشارة خير الله، لموقع سكاي نيوز عربية: “إن النسبة العالية لصالح بشار الأسد تفضح زيف الادعاءات بأن الناخبين المؤيدين لم يستطيعوا العودة الى سوريا بكل حرية”.
ورأى أن المشكلة تكمن فيما يقوله النظام وردده السفير السوري الجمعة، بأن العملية تحتاج إلى تنسيق، وهناك عملية احتجاج سوري في لبنان كي يحصل التنسيق الذي تريده سوريا ” وتساءل خير الله: ” لماذا يترك لبنان حاضنا لملايين النازحين المؤيدين للأسد، فيما الحدود سائبة ومشرعة للتهريب”.
وأسفرت الانتخابات والأجواء المشحونة إلى تبادل الانتقادات، خصوصا بين التيار الوطني الحر (المؤيد لبشار الأسد) والقوات اللبنانية.
وكان الوزير اللبناني السابق وئام وهاب قد رد على مطالب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بأن على “كل لاجئ ينتخب الأسد العودة الى بلاده “، فعلّق وهاب: “إذا كان الجيش عاجزا عن ضبط الأمن، أعتقد أن كل الناس قادرة على النزول إلى الشارع ما يجري غير مقبول.. أسهل شي قطع الطرق”، قبل أن يحذف تغريدته الموجهة بشكل غير مباشر لجعجع.
ومساء استنكر “حزب الله” في بيان، “بشدة الاعتداءات المشينة التي جرت ضد جموع اللجئين السوريين في بعض المناطق اللبنانية “
ويتنافس في هذه الانتخابات ثلاثة مرشحين هم الرئيس الحالي بشار الأسد والمحامي محمود مرعي وعبد الله سلوم.
ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري مسجلين بشكل رسمي، وأكثر من 500 ألف بأوضاع غير قانونية.
المصدر: وكالات