نشرت صحيفة الجارديان مقالا افتتاحيا تدعم فيه مطالب التخلي عن حقوق براءات الاختراع المتعلقة بلقاحات فيروس كورونا، وذلك من أجل توفير الحماية لجميع سكان العالم.
تقول الجارديان إن سرعة تطوير لقاحات فيروس كورونا تعد إنجازا علميا باهرا للإنسانية، ولكن الأداء الاجتماعي والاقتصادي لعملية التلقيح لم يكن في مستوى الإنجاز العلمي.
والسبب في ذلك، بحسب الصحيفة، أن الكثيرين في العالم من الأكثر عرضة للمرض لا أمل لهم في الحصول على اللقاح الذي يحميهم من الفيروس. فقد صنعنا مليارديرات بفضل اللقاحات ولكننا عجزنا عن تلقيح مليارات البشر.
وترى الصحيفة في موقف الولايات المتحدة تطورا رائعا لم يكن متوقعا، إذ أعلنت واشنطن أنها تدعم تعليق العمل بقانون حماية الملكية الفكرية في ما يتعلق باللقاحات. وهي خطوة وصفها مدير منظمة الصحة العالمية بأنها لحظة فارقة في مكافحة كوفيد-19.
وتضيف الجادريان أن دعم الولايات المتحدة للفكرة لا يكفي، لأن الاتفاقات التجارية العالمية تتطلب موافقة جميع الدول. ودعت الصحيفة الحكومة البريطانية إلى التحرك في الاتجاه نفسه.
وتقول الصحيفة إن الجائحة لن تزول بسهولة، وأن توفير الكميات المطلوبة من اللقاحات يتطلب رفع طاقة الإنتاج على المستوى العالمي.
ويعتقد البعض أن شركات صناعة الأدوية تريد رفع الإنتاج لأن ذلك يدر عليها المزيد من الأرباح. ولكن هناك من يرى أن هذه الشركات تفضل التعاقد من الدول الغنية بأسعار غالية بدل بيع إنتاجها للدول الفقيرة بأسعار رخيصة.
وترتفع أصوات الناشطين في مجال توفير الأدوية احتجاجا على انفراد شركات صناعة الأدوية بقرار توزيع اللقاحات وتسعيرها على الرغم من أنها طُوّرت بأموال عامة، مثلما هو شأن لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا.
ولكن الصحيفة تذكر أن بعض خبراء الصحة العالميين ليسوا مقتنعين بأن إلغاء حقوق براءات الاختراع بالنسبة للقاحات سيكون حلا للأزمة، لأن تطوير اللقاح عملية معقدة جدا تتطلب معارف وكفاءات أعلى بكثير مما تتطلبه صناعة الأدوية العامة.
المصدر: وكالات