ذكرت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية أن زيارة الوفد الرسمي الفرنسي المرتقبة إلى لبنان قد تكون لها نتائج سلبية على الوضع اللبناني بشكل عام.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مصادر سياسية، أن “الخطوة الفرنسية المتمثلة بحصر لقاءات وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في زيارته لبيروت بكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، قوبلت باستغراب وأحدثت صدمة سلبية بغياب أي تفسير فرنسي لتبرير استثناء أبرز المكونات السياسية من لقاءات لودريان في بيروت، خصوصا أنها تتعارض مع الاندفاع الفرنسي الضاغط لتذليل العقبات التي تؤخر تشكيل الحكومة، إضافة إلى أن هذه الخطوة تنم عن إصرار فرنسي على المساواة بين من يسهل تشكيلها وبين من يرفع شروطه التي لا تزال تعيق ولادتها”.
ولفتت المصادر السياسية إلى أن “باريس، في حال لم يبادر لودريان إلى إعادة النظر في قراره باتجاه توسيع رقعة المشاورات لتأمين الشروط لتسريع ولادة الحكومة، قررت أن تضع المعرقلين والمسهلين لتشكيلها في سلة واحدة، مع أنها بادرت إلى خرق معيار المساواة الذي حددته بشمول عون بلقاءات وزير الخارجية، رغم أنه في عداد المشمولين بتعطيل تأليفها بالإنابة عن وريثه السياسي رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي يرفع من سقوف شروطه بالتناغم مع الفريق السياسي المحسوب على الرئاسة الأولى لدفع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى الاعتذار”.
كما أكدت المصادر أنه “لا اعتراض على لقاء لودريان ببري الذي لم يوفر فرصة إلا ووظفها لإخراج أزمة تشكيل الحكومة من المأزق الذي تتخبط فيه”، لافتة إلى أنه “ابتدع أكثر من مبادرة لكنه اصطدم بشروط عون – باسيل وحاول الاستعانة بحليفه “حزب الله” للضغط على حليفيه، لكنه آثر عدم التدخل وهذا ما فتح الباب أمام اتهامه من قبل خصومه بأنه يراعي باسيل إلى أقصى الحدود لأنه يشكل له خط الدفاع الأول الذي يتلطى خلفه لتأخير تشكيلها وربطها بالمفاوضات الإيرانية – الأمريكية حول الملف النووي، استجابة لطلب طهران”.
كما تخوفت المصادر من أن “تكون باريس تتحضر للانسحاب تدريجياً من الملف اللبناني”.