على مدى عقود طويلة عكف العلماء على تطوير وسائل منع الحمل، كما تعددت الوسائل بصورة كبيرة، وقبل بدء التطور فى تلك الوسائل، فكان الرجال قديماً يستخدمون وسيلة القذف الخارجى أو الجماع فى فترة الأمان فقط، التى تتراوح مدتها ما بين اليوم الأول من انتهاء الدورة الشهرية حتى العاشر، كما تطورت الوسائل الآن بشكل كبير وأصبحت تحقق أهدافها بنسبة 100% ابتداء من الوسائل الميكانيكية والحبوب حتى الجراحة، وقد ظهرت مؤخراً بعض الوسائل الغريبة لمنع الحمل.
حبوب منع الحمل للرجال بدلاً من النساء
تمكن مؤخراً فريق من العلماء بجامعة أدنبرة الأسكتلندية، من اكتشاف جين جديد يعرف باسم “Katnal1″، له دور حيوى فى تطوير وتكوين الحيوانات المنوية، مشيرين إلى أنه سيساعد مستقبلا على إيجاد حلول علاجية ووسائل غير هرمونية لمنع الحمل لدى الرجال، باستهداف هذا الجين، وذلك بعد أن لاحظوا أن الفئران التى تفتقد هذا الجين أصيبت بالعقم، وكانت غير قادرة على الإنجاب.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بإحدى دوريات المكتبة العامة للعلوم “PLoS Genetics”.
وأشار الباحثون أن جين “Katnal1” له دور حيوى فى إنضاج الحيوانات المنوية داخل الخصيتين، وجعلها قادرة على تخصيب البويضة وإتمام عملية الحمل، وتابع الباحثون أن إيجاد وسائل لاستهداف هذا الجين وتثبيطه وإيقاف عمله سيمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى مرحلة النضج وبالتالى تصبح غير قادرة على تخصيب البويضة، وبالتالى لا يحدث الحمل.
وأكد الباحثون أن أهم ما سيميز الأدوية الجديدة المعتمدة على تلك الآلية لمنع الحمل هو أن تأثيرها غير دائم ويعطل القدرة على الإنجاب لفترة مؤقتة، ويمكن عكس تأثيرها بعد بضعة أسابيع من إيقاف العقار، ويصبح حينها الرجل قادرا على الإنجاب مرة أخرى، نظرا لأن تأثير الجين يقتصر فقط على المراحل الأخيرة فقط من تطوير الحيوانات المنوية.
زرع وسائل منع الحمل مع الاستعانة بجهاز تحكم عن بعد لتحديد النسل لمدة 16 عاما
كما نجح مؤخراً فريق من العلماء الأمريكيين بمعهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا والرقائق الإلكترونية” فى تصميم جهاز يزرع تحت الجلد فى منطقة الأرداف وأعلى الذراع أو فى منطقة البطن ليوزع 30 ميكروجرام يوميا من هرمون “الليفونور جيستريل”، وهو الهرمون المستخدم فى بالفعل فى عدة أنواع من وسائل منع الحمل، ويمكن أن يفرز ما يكفى من ذلك الهرمون لمدة تصل إلى 16 عامًا.
وأوضح الباحثون أن المرأة عندما ترغب فى الحمل، تقوم ببساطة بإيقاف الرقاقة المزروعة وذلك عن طريق جهاز تحكم عن بعد “Wirless”، ويمكن للمرأة استخدام هذه الوسيلة لمدة 16 عامًا متواصلة، وعلى النقيض من ذلك، فإن هرمونات تحديد النسل التى تزرع حاليًا تستمر لمدة أقصاها 5 سنوات.
وأكد الباحثون أن مادة الليفونورغيستريل تفرزها الرقاقة بمساعدة التيتانيوم والبلاتين المرصع على الرقائق، كما يتم تحرير هذا الهرمون عن طريق تمرير طاقة كهربية من بطارية داخلية بالرقاقة من خلال الختم الذى يذوب بشكل مؤقت، والسماح لجرعة صغيرة من الليفونورغيستريل تفرز كل يوم.
وأضاف مبتكر الرقائق روبرت الفرا، أنه واجهتهم الكثير من التحديات لاستخدام غشاء رقيق مثل الصمامات الكهربائية وإيجاد الحل لمشاكل تحديد النسل بشكل إبداعى، لافتًا إلى أنهم يخططون لتقديم الرقائق المزروعة لاختبارها فى الولايات المتحدة العام المقبل، ويعتقد أن الجهاز يمكن أن يطرح للبيع بحلول عام 2018.
المصدر: الوكالات