أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، اليوم الأحد، أن الهند تقوم حاليا بنقل خزانات الأكسجين جواً من الخارج؛ وذلك فى الوقت الذى تكافح فيه البلاد لمواجهة موجة ثانية “كارثية” من تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” قال عنها رئيس الوزراء ناريندرا مودى فى صباح اليوم إنها “هزت الأمة”.
وذكرت الصحيفة أن نيودلهى سجلت رقما قياسيا عالميا يوم أمس السبت بإصابة 349 ألفا بالفيروس خلال 24 ساعة، إلى جانب أكثر من 2700 حالة وفاة؛ مما جعل هذه الموجة تتجاوز المقاييس العالمية.
وأبرزت الصحيفة أن ثمة تقارير عالمية أشارت إلى وفاة 190 ألف شخص بسبب كوفيد-19 فى الهند، على الرغم من أن الخبراء يعتقدون أن العدد الحقيقى للحالات والوفيات يتم التقليل منه على نطاق واسع ، حيث يكافح المرضى لإجراء الاختبارات المعملية بشكل رسمي؛ ومن ثم الإبلاغ عن الوفيات.
وأضافت ” أن النقص المزمن فى الأسرة والأكسجين ترك المستشفيات فى مهب الريح ، وهو ما جعل دلهى تطلب المساعدة علنًا، بينما يموت المرضى بسبب نقص العلاج ، وحتى أثناء وقوفهم فى طابور خارج المستشفيات فى انتظار دورهم فى الكشف، فيما توفى أكثر من 20 مريضًا فى مستشفى خاص فى دلهي، وهى مستشفى جايبور جولدن، بعد نفاد إمدادات الأكسجين”.
فى الوقت نفسه، أوضحت الصحيفة البريطانية أن الموجة الحالية والعنيفة من الوباء التى تعصف بالهند حاليا عرضت مودى وحكومته لانتقادات حادة بسبب عدم قدرتهم على إعداد المؤسسات الصحية لمواجهة الأزمة.. غير أن مودى أكد فى خطاب إذاعى بثته وسائل الإعلام الهندية فى صباح اليوم، أن الحكومة المركزية منخرطة بشكل كامل فى معالجة الأزمة.. ونجحت فى محاربة الموجة الأولى، غير أن هذه الموجة هزت الأمة.
وأشارت إلى أن خبراء الصحة العامة أعربوا عن قلقهم من تفشى الفيروس المتحور B. 1.617، الذى تم اكتشافه فى الهند لأول مرة فى الشهر الماضي، ووقوفه وراء الزيادة فى عدد المصابين وانتشار المرض؛ حيث يدرس مسؤولو الصحة فى المملكة المتحدة – التى كانت أول دولة فى العالم تتعرف على هذه السلالة – ما إذا كانت أكثر عدوى ومراوغة للقاحات المضادة للجائحة.. فيما وضعت المملكة المتحدة الأسبوع الماضى الهند على “القائمة الحمراء” للسفر بسبب ارتفاع عدد الحالات.
وألقى محللون باللوم على تقاعس المسئولين فى نقص الأسرة والإمدادات الصحية – فى بلد يتمتع بلقب “صيدلية العالم” لبراعته فى التصنيع الطبي- حيث فشل المسئولون فى توقع مثل هذا العبء الثقيل على النظام الصحي.. كما أن الحكومة المركزية متهمة أيضًا بدورها فى تصاعد الأزمة من خلال تنظيم تجمعات انتخابية حاشدة والسماح بتنظيم مهرجان دينى ضخم لفترة طويلة بعد أن اتضح أن الفيروس خرج عن السيطرة.
وأشارت الصحيفة أخيرا إلى أن سلاح الجو الهندى حلق على مدار يوم أمس السبت وجاء بأربع حاويات أكسجين من سنغافورة.
فيما يُتوقع أن تبدأ الهند فى استيراد المعدات اللازمة لإنتاج الأكسجين فى حالات الطوارئ والإمداد من دول أخرى مثل ألمانيا والإمارات العربية المتحدة.
المصدر : وكالات