بالتوازي مع قضية الطعون في أسماء مرشحين في القوائم الانتخابية، وبت اللجنة والمحكمة في الطعون المقدمة من مرشحين ضد آخرين، بدأ يطفو على السطح فقاعات كثيرة عن احتمالية إصدار قرار رئاسي بتأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية، التي تأخرت ما يقارب من 15 عاماً.
ومما يلفت الانتباه حديث الكثير من المحليين السياسيين والكتاب عن قرار التأجيل في مقالاتهم المنشورة عبر الصحف الرسمية الفلسطينية باهتمام، وكأن الأمر يقترب أكثر فأكثر من التأجيل، وبانتظار القرار الرئاسي.
احتمالية التأجيل أو إلغاء الانتخابات، اختلط بالكثير من الآراء منها بسبب رفض إسرائيل إجراء الانتخابات في القدس، رغم إصرار الرئيس محمود عباس في تصريحاته الأخيرة على إجراء الانتخابات في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. مراسل قناة «كان» الإسرائيلية غال بيرغر ذكر بأن هناك رسالة من الولايات المتحدة إلى القيادة الفلسطينية في رام الله، تؤكد فيها أنها لن تعارض تأجيل الانتخابات الفلسطينية، وأنها تتفهم ذلك.
تصريحات نشرت الإحباط في صفوف الفلسطينيين الذين يتوقون للوصول إلى مرحلة الذهاب إلى صندوق الانتخابات، والإدلاء بأصواتهم من أجل تغيير الوضع السياسي القائم، والتعبير عن آرائهم تجاه الأحزاب والشباب في قيادة المرحلة القادمة.
المحلل السياسي أكرم عطا الله، يرى أن الأشهر الأربعة الماضية لم تكن كافية لكل الفصائل التي أيقنت أن الانتخابات أصبحت واحدة من المستحيلات الفلسطينية، لذا كان التعبير عن ضغط الوقت بقوائم اللحظة الأخيرة التي قدمتها قوائم بما فيها فصائل وكتل كحركة فتح، وكذلك قائمة الحرية التي شكلها عضو اللجنة المركزية الذي تم فصله الدكتور ناصر القدوة بالتعاون مع الأسير مروان البرغوثي.
وإن كانت تلك القائمة هي ارتداد لحركة فتح أو شاءت الظروف أن تضطرب القائمتان لسيامية التوأمة ولنفس السبب، وتلك تضيف واحداً من أسباب التأجيل وفقدان الشهية للانتخابات التي كانت مفتوحة بشراهة قبل أشهر.
وأضاف: «بريق الانتخابات بدأ يخف منذ أيام، وهناك خشية من تكرار الخسارة بشكل مختلف الآن لتدفع حركة فتح مرة أخرى ثمن حسابات لم تكن بالضرورة صائبة.
واستذكر عطاالله الضوء الأخضر الأمريكي إذا كان صحيحاً، مقدراً ذلك بربط أخبار سابقة تحدثت عن وصول موفدين فلسطينيين قبل حوالي أسبوعين لواشنطن للتفاهم على تأجيل الانتخابات، ويمكن فهم الموقف الأمريكي الذي يشعر بأن فوز حماس ككتلة أكبر وهو مرجح ارتباطاً بمستوى التنظيم والخبرة في الدعاية والمنافسة الفتحاوية بعدة قوائم.
المصدر: صحيفة البيان