يجتمع في بعض الأحيان العيدان السعيدان ، فضل ونعمة من الرحمن الرحيم ، عيد الفطر السنوي ، وعيد الجمعة الأسبوعي ، في الأول فرحة للصائمين ، وفي الآخر إجابة لدعاء السائلين .
في عيد الفطر المبارك ، تتكامل العبادات والعادات ، صلاة وذكر ، وإيمان وصبر ، وحمد وشكر ، ودعاء وتكبير وصدقة وبر ، وفرحة وسرور ، وزيارات ولقاءات ، وسلامات وتحيات .
يأتي عيد الفطر في اليوم الأول من شوال عاشر الشهور الهجرية ويخرج فيه الصائمون زكاة الفطر قبل صلاة العيد .. وبها يكتمل الصيام ويتم الثواب .
وسمي العيد عيداً ، لأنه يأتي ويذهب ثم يعود في العام الجديد ، وللمسلمين ثلاثة أعياد ، عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، بالإضافة إلى عيدهم الأسبوعي في يوم الجمعة ، وهو أفضل يوم طلعت فيه الشمس ، فيه ساعات إجابة للداعين والسائلين .
اقترن عيد الفطر بصدقته التي حملت اسمه ، واقترن عيد الأضحى بالتضحية والأضحية ، واقترن يوم الجمعة بساعة إجابته .
وعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قالت: “دخل أبو بكر وعندي حاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بغاث: قالت: وليستا بمغنيتين ، قال أبو بكر – رضي الله عنه – أمزامير الشيطان في بيت رسول الله ؟!
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ياأبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا” .
وقد نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – أصحابه عن صوم يوم العيدين الفطر والأضحى وكذلك يوم الجمعة منفردًا .
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “إن يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا عيدكم يوم صيامكم ، إلا أن تصوموا قبله أو بعده” .
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر ، أو صاعا من شعير على العبد والحر ، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير من المسلمين ، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة” .
وفي لفظ للبخاري: “على الصغير والكبير، والحر والمملوك”.
وعن ابن عباس، قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات”
المصدر : كتاب ( شهر رمضان في الجاهلية والإسلام ) للدكتور أحمد المنزلاوي