لا تزال الزيارة التي أجراها وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة اللبنانية بيروت يوم الأربعاء الماضي بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي ، في إطار الجهود المصرية الرامية إلى المساعدة على إنهاء أزمة عدم تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، تتردد أصداؤها بقوة في افتتاحيات الصحف اللبنانية الرئيسية والتقارير والتحليلات الإخبارية.
وركزت صحيفة النهارعلى الرسائل السياسية المصرية المهمة التي نقلها الوزير سامح شكري إلى كبار المسئولين والقادة اللبنانيين، لا سيما في ما يتعلق بضرورة إنهاء حالة الجمود السياسي الراهنة وسرعة تشكيل حكومة جديدة منسجمة من الاختصاصيين بمنأى عن التجاذب السياسي تقوم بتنفيذ الإصلاحات التي تُمكّن للبنان من الحصول على الدعم الدولي المطلوب، حرصا على استقراره.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر، وبالتعاون مع الشركاء الدوليين لا سيما فرنسا، تحاول “تحرير الحكومة اللبنانية من شبكة التعقيدات العالقة بها” وإحداث خرق في جدار الجمود في ظل الأزمة المستعصية واحتقان داخلي حاد على وقع الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية التي يمر بها لبنان.
ونقلت صحيفة (النهار) عن مصادر وثيقة الصلة برئيس مجلس النواب نبيه بري، ارتياحه لما نتج عن اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية سامح شكري في بيروت، لافتة إلى أن التقارب السياسي بين بري ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، يتعزز حول تفاصيل المبادرة التي كان قد أطلقها رئيس المجلس النيابي في سبيل تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة الجديدة، والتي تقوم على تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين مع توسيع أرضيتها إلى 24 وزيرا بدلا من التركيبة التي كان قد وضعها الحريري وتضم 18 وزيرا.
وأكدت معظم التقارير والتحليلات الإخبارية للصحف أن المقاربة المصرية للأزمة السياسية اللبنانية، جاءت دقيقة وصائبة إزاء عدم إمكانية المضي قدما في أساليب المعالجة التقليدية للأزمة الحكومية، لا سيما في ظل دقة المرحلة وخطورة الأوضاع التي يمر بها لبنان والتي تقتضي وقف تفاقم الفوضى والتدهور الاقتصادي لمنع انهيار الدولة.