ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في عددها اليوم الثلاثاء أن القوات الجوية الأمريكية قررت إيقاف تشغيل الطائرات، التي استخدمت على مدى نحو 30 عاما للقيام برحلات المراقبة فوق روسيا بموجب معاهدة الأجواء المفتوحة.
ورأت الصحيفة أن مثل هذه الإجراءات “تثير تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يخطط للعودة إلى هذه المعاهدة” التي خرجت منها بلاده من طرف واحد.
وبحسب عضو مجلس النواب الأمريكي، دون بيكون، العميد المتقاعد في القوات الجوية الأمريكية، يبدو أن مثل هذه الخطوات تغلق الطريق أمام العودة إلى المعاهدة.
ونقلت الصحيفة عن بيكون، الذي شغل منصب قائد الجناح الجوي في قاعدة أوفات الجوية في نبراسكا، حيث ترابط طائرات المراقبة تلك، قوله إن “هذه الطائرات يبلغ عمرها 60 عاما تقريبا وعملية تشغيلها مكلفة حدا”، مضيفا في هذا السياق أن هذه الطائرات “بمجرد دخولها المقبرة سيعاد استخدامها في قطع الغيار وتقطيعها للخردة المعدنية”.
وصرّحت متحدثة باسم القوات الجوية الأمريكية بأن الطائرتين من طراز “OC-135B” لم تعد هناك حاجة إليهما، وسيتم إرسالهما إلى قاعدة ديفيس مونثان الجوية في أريزونا في الشهرين المقبلين.
وأوضحت بأن وزارة القوات الجوية الأمريكية “نظرا لعدم وجود متطلبات طيران أطول لـ(OC-135B)، بدأت في اتخاذ تدابير للتخلص القياسي من المعدات وفقا للوائح”.
إلا أن الصحيفة الأمريكية نقلت في الوقت ذاته عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تزال تدرس مسألة العودة إلى معاهدة الأجواء المفتوحة، وتناقشها مع الحلفاء، مضيفا قوله بهذا الشأن: “سنتخذ قرارا في الوقت المناسب، وهذا القرار لا يتعلق بالأنشطة المخطط لها مسبقا والمرتبطة بالمعدات القديمة”.
يشار إلى أن معاهدة الأجواء المفتوحة تم التوقيع عليها في عام 1992 وأصبحت واحدة من تدابير بناء الثقة في أوروبا بعد الحرب الباردة، وقد دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2002، وهي تسمح للدول الأعضاء فيها بجمع معلومات علنية، بواسطة تحليق طائرات المراقبة، حول القوات والأنشطة العسكرية لبعضها البعض.
وحتى وقت قريب، كانت 34 دولة أطرافا في المعاهدة. وفي نهاية مايو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات من المعاهدة، وأرجعت واشنطن سبب الانسحاب إلى انتهاكات روسية مزعومة، حيث تتهم واشطن موسكو باستخدام “الأجواء المفتوحة” كأداة لـ “الإكراه العسكري”.
ونفت روسيا مرارا اتهامات الولايات المتحدة بانتهاك المعاهدة، وردت بإعلان وزارة الخارجية الروسية في 15 يناير الماضي بدء الإجراءات الداخلية للانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة، مشيرة إلى أن “توازن مصالح الدول الأطراف الذي تم التوصل إليه عند إبرام المعاهدة قد انتهك بشكل كبير” بعد انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة .
وأكدت وزارة الخارجية الروسية في الوقت نفسه أن هذه الخطوة لا تعني بداية الانسحاب من المعاهدة، فهذا لن يحدث إلا بعد أن تقدم موسكو إخطارا إلى المجر وكندا وبعد انقضاء ستة أشهر، وفق بنود المعاهدة.
وصرّح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه إذا عادت الولايات المتحدة إلى التنفيذ الكامل لمعاهدة الأجواء المفتوحة، فإن روسيا ستكون مستعدة للنظر في هذا الوضع “بشكل بناء”.
المصدر: وكالات