سلطت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية في عددها الصادر، اليوم الأحد، الضوء على الاتفاقية التي وقعتها إيران والصين أمس بهدف تعزيز العلاقات الثنائية، في محاولة إيرانية، اعتبرتها الصحيفة بأنها “مضنية، من أجل إثبات مرونة اقتصادها في مواجهة عقود من العقوبات الأمريكية”.
وقالت الصحيفة، إنه لم يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاقية، كما لم يتضح مدى تغيرها من مسودة مُطولة كانت قد اطلعت عليها الصحيفة في العام الماضي، ولم تشر أبدا إلى أي تحول استراتيجي في السياسة الخارجية الإيرانية.
وأوضحت أن المسودة القديمة عززت التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والبتروكيماويات والطاقة النووية والتكنولوجيا الفائقة والمناحي العسكرية، بالإضافة إلى الاتفاق على تدشين مشاريع بحرية لتعزيز دور إيران في مبادرة الحزام والطريق الصينية. فيما لم تتضمن هذه المسودة على معلومات بشأن استثمارات الصين في إيران.
وتعليقا على ذلك، قال مسئول تنفيذي مقرب من القوى الإيرانية المتشددة – في تصريحات للصحيفة – إن هذه الاتفاقية ستساعد بالتأكيد على توسيع العلاقات مع الصين وستغير طبيعة الأعمال لأن الشركات الصينية ستستثمر في إيران الآن بثقة أكبر من ذي قبل”.
وأضاف: “أنها ألقت بالضوء – أيضا – على العديد من مجالات التعاون المختلفة، لا سيما في قطاع الطاقة، بما سوف يُظهر للولايات المتحدة أن إيران لم تعد مقيدة بسلاسل العقوبات”.
وأشارت “فاينانشيال تايمز” إلى أن الصين تمتعت بتجارة متنامية مع إيران منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، وكانت أهم شريك تجاري لإيران على مدار العقد الماضي جزئيًا نتيجة للعقوبات الأمريكية، التي ساعدت على إنهاء 30 عامًا من الدور القيادي لألمانيا.
وأضافت:” أن الصين أصبحت – بحكم الواقع – شريان حياة للاقتصاد الإيراني، على الرغم من خفض واردات النفط، بعد أن سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بلاده من الاتفاقية النووية لعام 2015، التي وقعتها طهران مع القوى الكبرى بما في ذلك الصين”.
وقد وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف – في لقاء أجراه أمس مع نظيره الصيني الزائر وانج يي، خلال حفل التوقيع عن الاتفاقية – الصين بأنها “صديقة في الأوقات الصعبة”، وشكر بكين على “أفعالها ومواقفها خلال فترة العقوبات الجائرة”.
وتزودت الأسواق الإيرانية – في الفترة الأخيرة – بالمنتجات الصينية من الآلات وقطع الغيار إلى الملابس والألعاب على الرغم من العقوبات الأمريكية المشددة، التي لا تزال سارية في ظل إدارة الرئيس الحالي جو بايدن.
وفي هذا الشأن، قال مسئول أمريكي كبير – للفاينانشيال تايمز هذا الشهر – إن صادرات النفط الإيرانية إلى الصين كانت تتزايد “منذ بعض الوقت وحتى الآن”، وأن واشنطن أبلغت بكين بأنها ستواصل فرض عقوبات عهد ترامب.
ففي خلال العام الإيراني الماضي، الذي انتهى في 20 مارس الماضي، بلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية للبلاد 73 مليار دولار، وكانت الصين الشريك الأكبر لها، وفقًا لإدارة الجمارك الإيرانية.فيما بلغت صادرات إيران إلى الصين 8.9 مليار دولار، وبلغت الواردات من الصين 9.7 مليار دولار.
ومع ذلك، اختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بقول: إن توسيع نطاق الأعمال بين إيران والصين، ليشمل مشاريع بمليارات الدولارات، فضلا عن التنفيذ الكامل لأي اتفاق مستقبلي بينهما؛ سيظل يعتمد على المفاوضات التي قد تجريها طهران مع الإدارة الأمريكية الجديدة ومدى رفع العقوبات الأمريكية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)