بالصور.. وزيرا السياحة والتنمية المحلية يفتتحان أعمال تطوير مسار العائلة المقدسة بكفر الشيخ
أكد محمود شعراوي وزير التنمية المحلية أهمية مشروع مسار العائلة المقدسة من الجوانب السياسية والتراثية والدينية والثقافية والسياحية للدولة المصرية .
جاء ذلك خلال افتتاح شعراوي و الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، و جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ النقطة الثانية في مسار العائلة المقدسة بعد الانتهاء من مشروع تطويرها، كما قاموا بزيارة كنيسة سخا بمحافظة كفر الشيخ.
وقال شعراوي إن أعمال تطوير مسار العائلة المقدسة فى سخا بكفر الشيخ تضمنت بعض الترميمات لمبنى كنيسة السيدة مريم العذراء، بالإضافة إلى القيام بأعمال التجميل بالشارع الرئيسى بين ميدانى الجامعة والمحطة وإحلال وتجديد ميدان المحطة وإنارته وزراعة بعض الأشجار فى الشوارع المؤدية للكنيسة ورصف الطرق وتوفير مجموعة من البرجولات الخشبية، و منطقة انتظار حافلات السائحين، ومنطقة المداخل والشوارع الرئيسية، حيث تم إعادة دهان الأسوار الحديدية والمباني من جديد إلى يمين ويسار الشوارع المؤدية للمنطقة.
وأكد وزير التنمية المحلية أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة هو أحد أهم المشروعات القومية التي تشرف عليها الوزارة بالتعاون والتنسيق مع وزارة السياحة والآثار وعدد من الجهات المعنية وعلى رأسها مجلس الوزراء والمحافظات .
وقدم وزير التنمية المحلية الشكر لجمال نور الدين محافظ كفر الشيخ وكافة الآباء ممثلو كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بسخا علي متابعتهم لكافة تطورات المشروع حتي تم الانتهاء من عملية تطوير شامل وجاد، راعت كل مفردات الآثر التاريخى ومحيط نقطه المسار.
وأكد أن محافظات مصر الثمانية المعنية بتأهيل خط المسار قد استكملت أعمالها على كافة النقاط الـ25 في منظومة من الجهد والتعاون المثمر الذي تم بالتنسيق مع الدكتور خالد العناني والزملاء بوزارتى السياحة والاثار والتنمية المحلية، لافتاً الى قيام المحافظات الثمانية باستكمال كافة بنود تطوير خط المسار لنقدم لمصر وشعبها الكريم وللعالم أجمع واحدة من أهم المعالم التراثية بل والإنسانية المتصلة بشعوبنا جميعاً، حيث تم استكمال وتأهيل وضع خط المسار ، وإعداده للزيارة والبرامج السياحية الدولية.
وأشار وزير التنمية المحلية إلى ان اعمال اللجنة العليا المشكلة لهذا الغرض تضمنت وزارة التنمية المحلية بمشاركة وزارة السياحة والاثار، والامانة العامة لمجلس الوزراء ولجنة السياحة بمجلس النواب وبالتعاون الكامل مع الكنيسة القبطية و برعايا كريمة من قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية -والاباء الكهنة في كافة ربوع محافظات مصر التي شملها المشروع.
وأوضح أن المشروع واحد من أهم معالم مصر التراثية والدينية والسياحية، والتي ستكون لها أكبر الأثر في تطوير المجتمع المحلي وتعزيز المشاركة الشعبية .
وأضاف شعراوي أن هذا المشروع يؤكد احترام مصر لتاريخها وللتراث الإنساني الذي يمثله خط مسار العائلة المقدسة الذي يقدم صورة مصر، كما هي دائماً، في ابهى صورها نموذجا للتعايش مع التاريخ والثقافة والحضارة والديانات و المبادئ النبيلة التي قدمتها للعالم أجمع.
من جهته.. أشار وزير السياحة والآثار خالد العناني إلى مشروعات التطوير التي تتم وتعمل على رفع كفاءة البنية التحتية، قائلًا: “إن أعمال البنية التحتية التي تمت بتلك المنطقة هي ما تجعلها مأهولة للزيارة ووضعها على خريطة السياحة العالمية”.
وأضاف العناني – خلال افتتاح النقطة الثانية في مسار العائلة المقدسة بعد الانتهاء من مشروع تطويرها – أن كنيسة سخا مكان روحاني، حيث يمكن لأي شخص أن يشعر بروحانية شديدة عند زيارتها ويشعر بمباركة العائلة المقدسة لها، موجهًا شكره لمحافظ كفر الشيخ ووزير التنمية المحلية والعاملين على الجهد الكبير المبذول في مشروع التطوير.
وتم استعراض أعمال التطوير، حيث تم توفير مظلات خشبية ومقاعد للزائرين بالساحة الخارجية من الحجر والخشب بما يتفق مع الجو العام للمنطقة، بالإضافة إلى وضع لوحات إرشادية وتعريفية للمكان، وتوفير نظام تأمين من خلال تركيب بوابات الكترونية وكاميرات مراقبة، ونظام حديث للإضاءة لإنارة المنطقة ليلًا وإظهار أماكن الجمال بها، كما تم توفير مكان لانتظار السيارات وممشى للزائرين.
كما تم رفع كفاءة الشارع المؤدي للكنيسة وتحويله إلى منطقة للمشاة فقط، بالإضافة إلى طلاء واجهات العمارات الواقعة على جانبي الطريق المؤدي للكنيسة وإضاءتها، وزراعة أشجار النخيل على طول الممر الرئيسي للمسار.
وتأتي هذه الزيارات ضمن سلسلة الافتتاحات التي تقوم بها الوزارتين والتي بدأت في يناير الماضي بافتتاح أعمال تطوير موقع سمنود بالغربية كأول نقطة يتم تأهيلها بنسبة 100%.
يُذكر أن مدينة سخا مكان عريق حيث أنها مسقط رأس ملوك الأسرة 14 ومبنى الكنيسة الحالي غير مسجل في عداد الآثار ولا يخضع لقانون حماية الاثار، ويوجد بها حجر عليه آثار أقدام تنسب للسيد المسيح عليه السلام، ويذكر المقريزي أنه في القرن الـ15 كانت كنيسة دير المغطس يحج إليها المسيحيين من سائر الأنحاء.
ووفقًا للمصادر التاريخية القبطية فإنه نزلت العائلة المقدسة بمنطقة سخا لمدة 7 أيام وتحتوي على العديد من الآثار الدينية المهمة أبرزها الحجر الذي انطبعت عليه قدم السيد المسيح وهو طفل خلال إقامة العائلة المقدسة، إلى جانب العديد من المخطوطات التي تم الحفاظ عليها داخل الكنيسة.
بدوره.. قال جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ: “إنه تم تقسيم المسار إلى 4 مناطق، الأولى الشارع الرئيسي والفرعي المؤدي للكنيسة، وتم تحويل الشارعين إلى مسار للمشاة بعرض 6 أمتار ورصيف عرض 2 متر من الجهتين موزع عليه من الجهتين مجموعة من كراسي الانتظار، بالإضافة إلى الخرائط التفاعلية مع السائحين داخل لوحة فنية يتم تجميلها بعناية وبخامات تتناسب مع القيمة التاريخية للمسار وتبليط كامل للشارعين ببلاط الانترلوك العادي والمضيئ”.
وأضاف نور الدين: “أن الحديقة العامة تتكون من البرجولات الخشبية الدائرية والمستطيلة ذات الطابع المميز مع عمل ممرات من الهارد ستون داخل إطار من المناطق الخضراء المصممة بعناية، لتتناسب مع الذوق العام للمنطقة، ويوجد حد فاصل لتلك المنطقة عن المناطق المجاورة باستخدام أسوار من الحديد واللوحات والخرائط والرسومات التي تظهر القيمة الأثرية للمسار”.
ولفت إلى أنه عملية التطوير تمت على عدة مراحل، الأولى هي مرحلة التجميل إجمالي المسطح (أ) على مساحة 2300 متر، والمسطح (ب) على مساحة 1000 متر، والمسطح (ج) على مساحة 1500 متر، والمسطح (د) على مساحة 4000 متر بتكلفة 5 ملايين و700 ألف جنيه، والمرحلة الثانية هي مرحلة النجيل، فتم زراعة 120 نخلة بتكلفة 245 ألف جنيه، والمرحلة الثالثة مرحلة الأسفلت على مساحة 3375 مترًا بتكلفة 634 ألفًا و500 جنيه، وتم تأهيل المساكن المجاورة للموقع ودهانها على نفقة المحافظة دون أن يتكلفوا أي شيئ.
يشار إلى أن تاريخ موقع الكنيسة يعود إلى القرن الرابع الميلادي تحت اسم دير المغطس وبنيت في نفس المنطقة التي أقامت فيها العائلة المقدسة وكان بجوار مغطس علي روماني وأنشئ بعد ذلك دير سمى دير المغطس وظل عامرًا بالرهبان، وتم ترميمها في القرن الـ11 بأمر من الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله.
وفي القرن السادس عشر الميلادي تهدمت الكنيسة، وظلت متهدمة حتى أمر محمد علي باشا بإعادة بنائها عام 1846 ميلادية، وفي عام 1968 أعيد بناء صحن الكنيسة، وخلال عملية البناء تم العثور على رفات أجساد بعض القديسين منهم القديس البطريرك الأنبا ساويرس الانطاكي والقديس الأنبا زخارياس أسقف سخا في القرن السابع الميلادي، وفي عام 2008 وقع حريق كبير بالكنيسة، وأعيد بناؤها مرة أخري.
المصدر :