عندما كان عمره 3 أعوام، ابتعد جوناثان عن شقيقه الأكبر الذى تركه وحده في حديقتهما في بوجوتا الكولومبية، عندما ذهب مع صديق للعائلة لشراء الحلوى، عام 1988.
في ذلك الوقت وتحديدًا في 25 سبتمبر من عام 1988، كان الأخ الأكبر خوان خيمينيز، الذي كان في الخامسة من عمره آنذاك، ينظر من النافذة عندما أخذ رجل غريب شقيقه جوناثان، ليكبر بعيدًا فى ظل حزن والدته آنا على اختفاء شقيقه.
وبعد سنوات من واقعة الاختطاف، وتحديدًا في عام 1994، جاء الرجل الذى أخذ “جوناثان” إلى المنزل وادعى أن زوج والدته طلب منه أن يأخذ الطفل، وأخبرهم زورًا أن جوناثان قد تم تبنيه فى الولايات المتحدة، وحينها تعهد خوان بالعثور على أخيه، وذلك وفقا لـ”سبوتنيك” الروسية.
وقال خوان – الذي انتقل إلى الولايات المتحدة في عام 2007 للعمل كممثل – “كان العثور على أخى بمثابة “هوس” بالنسبة لى.. لقد نشأت وأنا أرى أمي تعاني كثيرا، كانت تلك رغبتي الكبيرة، في محاولة القيام بشيء في هذا الأمر”.
ووجد خوان الرجل الذي تبنى جوناثان، على وسائل التواصل الاجتماعى، لكن الرجل مات قبل أن يلتقيا، ثم تبرعت شركة لاختبارات الأحماض النووية، باختبار على أمل أن يتمكن من التعرف على أخيه بهذه الطريقة.
وفي عام 2019، تلقى خوان رسالة من محام يبلغ من العمر 34 عاما فى النرويج، قال إنه تم تبنيه في سن الرابعة وكان يحاول العثور على عائلته البيولوجية، وبعدها ذهب خوان إلى النرويج في يناير عام 2020 للقاء الرجل، وكانت النهاية سعيدة، حيث عاد الأخ المفقود الآن إلى عائلته، وتجمع الأخوة مرة أخرى فى كولومبيا.
فيما، قال جوناثان: “كنت أرغب دائما في العثور على عائلتي.. كان من الصعب بالنسبة لي أن طفولتي كلها قد مرت دون أن أعرف شيئا عن عائلتي البيولوجية”، وبهذا تكون قد انتهت رحلة البحث فى 3 قارات عن الأخ المفقود نهاية سعيدة، حيث بدأ البحث عنه فى موطنهم كولومبيا، بقارة أمريكا الجنوبية، ثم انتقلت عملية البحث عنه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فى قارة أمريكا الشمالية، لتنتهى بالعثور عليه فى النرويج، بقارة أوروبا.
وبسبب قيود الحركة في كولومبيا نتيجة الوباء، اضطر جوناثان للمكوث في البلاد العام الماضي، واستغل هذه الفترة لدراسة اللغة الإسبانية واحتفل بجميع أعياد الميلاد التي فاتته مع عائلته الكولومبية، بما في ذلك الأم المبتهجة آنا، وقال جوناثان: “لا يمكننا أبدا استعادة الـ 32 عاما التي فاتتنا، لكن يمكننا أن نجعل الـ32 عاما القادمة أكثر اللحظات إثارة في حياتنا”.