عانقت آشعة الشمس وجه تمثال الملك رمسيس الثانى أثناء جلوسه بقدس الأقداس داخل معبده الكبير في “أبوسمبل”، وهى الظاهرة الفرعونية الفريدة التى تتكرر فى 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام.
وتتسلل آشعة الشمس داخل المعبد، وصولا لـ قدس الأقداس والذى يبعد عن المدخل بحوالى ستين مترًا، ويتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته، والإله آمون، وتمثال رابع للإله بتاح، والجدير بالذكر أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال “بتاح”، الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام.
وشهدت ظاهرة تعامد الشمس نحو 160 سائحا أجنبيا من مختلف الجنسيات الأجنبية، بالإضافة إلى مئات الزائرين المصريين، وسط جهود مكثفة من منطقة آثار أبوسمبل للحفاظ على التباعد الاجتماعى والالتزام بالإجراءات الوقائية لمنع تفشى فيروس كورونا المستجد.
وقال الأثرى أسامة عبد اللطيف مدير معبد أبوسمبل، إن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس فى معبده بمدينة أبوسمبل، بدأت فى تمام الساعة السادسة و17 دقيقة صباحاً واستمرت الظاهرة لمدة 20 دقيقة فقط.
ومن جانبه، أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة أنه شدد على تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية خلال ظاهرة تعامد الشمس، مشيراً إلى أنه لم يسمح بدخول أى زائر بدون ارتداء كمامة وقياس درجة حرارته، مع مراعاة التباعد الاجتماعى بين الزائرين، موضحاً بأنه تم تركيب شاشتين عملاقتين لعرض الظاهرة أمام المعبد لتفادى الزحام داخل الممر المؤدى إلى قدس الأقداس.
وتابع مدير عام آثار أسوان والنوبة، أن المنطقة الأثرية، استعدت لتعامد الشمس على قدس الأقداس بأبوسمبل، من خلال تشكيل فريق من الأثريين أخصائى الترميم، لعمل الصيانة والترميم اللازم لواجهة المعبد مع تثبيت الألوان وإجراء التنظيف الميكانيكى والكيميائى وباقى استكمالات الصيانة الدورية التى تتم بصفة مستمرة للحفاظ على أثرية ورونق المكان.
فى سياق متصل، أضاف الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، أنه تم إجراء أعمال صيانة كاملة لشبكة الإنارة والإضاءة داخل المعبد وخارجه، بزيادة مساحة اللاند سكيب المحيطة بالمعبد، وصيانة كاميرات المراقبة والبالغ عددها 64 كاميرا لتأمين منطقة المعبدين بالكامل، كما جرى رش وتعقيم المعبدين والمنطقة المحيطة بهما، وعمل صيانة لعربات الجولف والتي تنقل الزوار من بوابة الدخول إلى ساحة المعبد وعودتهم، بهدف راحة ومساعدة كبار السن والمرضى من الزوار.
وفى السياق ذاته، تستضيف معابد أبوسمبل جنوب مصر، عرضا موسيقيا بدون جمهور من أمام معبد أبو سمبل للفرقة الموسيقية الدنماركية الشهيرة Who Made Who، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار، وذلك تزامنًا مع الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبده بأبو سمبل.
وأوضح المهندس أحمد يوسف الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي أن هذا العرض الموسيقى تنظمه شركة CERCLE الفرنسية، وأنه من المقرر بثه مباشرة للعالم أجمع من خلال القنوات الرقمية لهذه الشركة والمتخصصة فى هذه النوعية من العروض والفعاليات على مستوى العالم، وذلك عبر حساباتها على المنصات الرقمية المختلفة مثل ( Facebook- Twitter -you tube- TikTok).
وأشار إلى أن هذه الشركة تعد أكبر منصة بث مباشر للموسيقي في العالم حيث يتجاوز عدد مشاهديها أكثر من 20 مليون مشاهد لكل بث، مؤكدا على أنه سيتم إقامة هذا العرض الموسيقى مع تطبيق كافة الاجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية المُتبعة في المتاحف والمواقع الأثرية.
وأضاف أن إقامة هذا العرض الفني الموسيقي من أمام معبد أبو سمبل تأتي فى إطار خطة الهيئة لجذب كافة الفعاليات المتميزة التى من شأنها أن تساهم في الترويج للمقاصد السياحية المصرية المختلفة والمتنوعة، خاصه في ظل تزامن هذا العرض الموسيقي مع الاحتفال بتعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني.
وأوضح أنه في اطار ادراك الهيئة للمتغيرات التى فرضتها الظروف الحالية في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، والتى جعلت شرائح كبيرة من السائحين والراغبين فى الاستمتاع بمشاهدة المحتوى الترفيهى والثقافى تتجه نحو المنصات الرقمية بأشكالها المختلفة، فقد أخذت الهيئة على عاتقها تعزيز وإثراء المحتوى الرقمى للمقاصد والمقومات السياحية المصرية لتحوذ على أنظار ومتابعات شرائح كبيرة من المتابعين ومواكبة التغيرات الجارية، وذلك من خلال جذب هذا النوع من العروض ومثيلتها وتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية المناسبة لها، بما يمكنها من النجاح واظهار صورة مصر السياحية والحضارية بالصورة اللائقة بمصر كبلد سياحي هام علي خريطة السياحه الدولية.
وفي سياق متصل، قال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، انه في ضوء استعدادات الوزارة للاحتفال بتعامد الشمس، قام المجلس بإرسال فريق عمل متخصص من مرممي منطقة آثار أسوان والنوبه للقيام بأعمال النظافة الميكانيكية والكيميائية للمعبدين وإزالة الأتربه العالقة ومخلفات الطيور وغيرها، بالاضافة الي تهذيب وتقليم الأشجار الموجودة في المنطقة المحيطة بهما والعمل علي التوسع والاهتمام باللاند سكيب الخاص بالمنطقة وذلك بالتنسيق مع الوحدة المحلية بأبو سمبل.
تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بأبو سمبل تحدث مرتين كل عام إحداهما يوم ٢٢ فبراير والأخرى يوم ٢٢ أكتوبر.