حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الاثنين من أن العالم يواجه جائحة من انتهاكات حقوق الإنسان في أعقاب فيروس كورونا “كوفيد -19”.
ودعا جوتيريش المجتمع الدولي إلى مواجهة العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب، وانعدام المساواة بين الجنسين، من أجل بناء عالم من الكرامة والفرص للجميع.
وأشار الأمين العام – في مشاركته عبر رسالة بالفيديو في افتتاح الدورة السادسة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف – إلى “دعوة العمل” التي أطلقها أمام المجلس قبل عام لتعزيز المساواة وتخفيف المعاناة في كل مكان، لتحقيق أهداف الدعوة في جميع المجالات، من التنمية المستدامة وحماية الحريات الأساسية إلى المساواة بين الجنسين وحماية مجال العمل المدني وضمان أن تكون التكنولوجيا الرقمية قوة من أجل الخير.
وقال جوتيريش إن جائحة (كوفيد-19) عمّقت الانقسامات القائمة ومواطن الضعف وانعدام المساواة، وتسببت في انقسامات جديدة وتصدعات في حقوق الإنسان، مشيراً إلى عدم التكافؤ في جهود التطعيم ضد كوفيد-19.
وأكد جوتيريش أن الفيروس يصيب أيضا الحقوق السياسية والمدنية ويُقلص مساحة العمل المدني.. مشيرا إلى أن سلطات بعض الدول تستخدم الجائحة كذريعة، فتلجأ إلى تدابير أمنية وإجراءات طارئة لتجريم الحريات الأساسية وإسكات المعلومات المستقلة.
وأوضح جوتيريش أن ثمة خارطة الطريق للتعاون الرقمي التي تم تطويرها، داعيا كل الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى وضع حقوق الإنسان في قلب أطر العمل التنظيمية والتشريعية المتعلقة بتطوير واستخدام التكنولوجيات الرقمية.. مشددا على الحاجة إلى إيجاد مستقبل رقمي آمن ومتكافئ ومنفتح، لا ينتهك الخصوصية أو الكرامة.
وأشاد الأمين العام بقرار مجلس حقوق الإنسان بشأن الإبلاغ عن العنصرية المنهجية، والمساءلة والتعويض وكيفية التعامل مع المظاهرات السلمية المناهضة للعنصرية، مشدداً على ضرورة عمل المزيد لمكافحة دعوات العنصرية والإرهاب المدفوع بأسباب عرقية وعنصرية.. وحذر من أن مخاطر هذه الحركات المدفوعة بالكراهية تتزايد يوما بعد الآخر، ودعا إلى تسمية تلك الانتهاكات بمسمياتها الحقيقية.
وشدد جوتيريش، في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان، على ضرورة التركيز بشكل خاص على حماية حقوق الأقليات التي يعيش الكثير منها تحت التهديد بأنحاء العالم.
وقال: “مجتمعات الأقليات هي جزء من ثراء نسيجنا الثقافي والاجتماعي.. وكما يُعد التنوع البيولوجي أساسيا لرفاه البشر، فإن تنوع المجتمعات أساسي للبشرية”.
وأشار الأمين العام إلى أن تلك المجتمعات لا تتعرض فقط للتمييز ولكن أيضا لسياسات تسعى إلى محو هويتها الثقافية والدينية.. مشددا على ضرورة الضغط من أجل وضع سياسات تحترم بشكل كامل حقوق الإنسان والهويات الدينية والثقافية والإنسانية الفريدة.
بدورها،
قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان الأممية ميشيل باشليه في كلمتها اليوم /الاثنين/ في افتتاح أعمال الدورة 46 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، أن وباء كورونا مزق القناع عن الحقائق المميتة للتمييز ، والتفاوتات العميقة ونقص التمويل المزمن للخدمات والحقوق الأساسية ، والتي تجاهلها العديد من صانعي السياسات إلى حد كبير.
وأضافت باشليه في تصريح صحفي اليوم،أن الوباء أظهر مدى خطورة إهمال حقوق الإنسان على المجتمعات، موضحة القيمة الحمائية العميقة للنهج القائمة على حقوق الإنسان ،وأن الأثر الطبي للوباء لم يتنته بعد وأن تداعياته على الاقتصادات والحريات والمجتمعات والناس بدأت للتو، وهو ما يستلزم العمل بشكل عاجل لمكافحة وباء كورونا والوقوف على وإصلاح الانقسامات التي قوضت مرونة المجتمعات الإنسانية.
وأكدت باشليه على الحاجة إلى التحضير للتعافي بينما تبذل الدول جهودا ضخمة لدعم وإعادة البناء ، وأن العالم لديه إمكانية إعادة بناء أنظمة أفضل وأكثر شمولا ، تعالج الأسباب الجذرية وتجهز العالم لمواجهة أية تحديات قادمة ،مع إعطاء الأولوية لبناء أو تعزيز الأنظمة لإعطاء الحق في الصحة والحق في الحماية الاجتماعية ، وأن تلك هي استثمارات حيوية في الدعم الاجتماعي لكل ما تآكل في كثير من الحالات بسبب عقود من التقشف .
ونوهت باشليه إلى إن إعادة البناء تعنى القضاء على كل شكل من أشكال التمييز ،التي تؤدى إلى نتائج عكسية تضر بالصحة ، وطالبت المفوضة الأممية بتشجيع المشاركة العامة الهادفة لبناء سياسات أكثر فعالية لأنها ترتكز على حقائق الناس .
المصدر : أ ش أ