كشفت دراسة أمريكية بريطانية حديثة عن أن الأزمة التي تسبب بها تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والإغلاقات المرتبطة بها حول العالم، ساهمت برفع حرارة الأرض إلى حد ما، على نقيض الاعتقاد السابق بأنها أدت إلى تبريد الكوكب.
ورغم أن الإغلاقات المرتبطة بجائحة كورونا ساهمت إلى حد كبير بجعل الهواء أكثر نظافة، إلا أنها لم تنجح بخفض الحرارة التي يعاني منها الكوكب.
ولاحظ فريق الدراسة أن درجات الحرارة في بعض مناطق شرقي الولايات المتحدة وروسيا والصين كانت أكثر ارتفاعا، لفترة قصيرة نسبيا، بنحو نصف إلى ثلثي درجة مئوية، حسبما نقلت قناة أخبار أمريكية، اليوم السبت.
ويعود السبب وراء نتيجة الدراسة الصادمة إلى أن الإغلاقات حدت من حركة الناس حول العالم، وبالتالي نشاط وسائل المواصلات، ما أدى لانخفاض نسب السخام (السواد الناجم عن دخان الاحتراق) والكبريتات الصادرة عن عوادم السيارات وحرق الفحم، ما أزال العوائق أمام وصول حرارة الشمس إلى الأرض.
وكان وجود تلك الرواسب والملوثات في الهواء يشكل طبقة قد لا تكون مرئية، إلا أنها كفيلة بعكس حرارة الشمس وتشتيتها، بالتالي تبريد الغلاف الجوي.
وقال فريق الدراسة إن “جائحة (كوفيد-19) غيرت انبعاثات الغازات والجزيئات”.
واستند العلماء خلال الدراسة إلى محاكاة لاثنين من النماذج المناخية العالمية، حيث قاموا بتعديل انبعاثات الهباء الهوائي والجزيئات (الرواسب) ودمجها مع بيانات الأرصاد الجوية لعام 2020.
وفوجئ العلماء بنتائج الدراسة التي كشفت أن ذوبان الجليد على الأرض بات أسرع مما كان عليه في منتصف تسعينيات القرن الماضي، ما يُنذر بالخطر.
وفي أبريل، كشف تقرير سويسري، اعتمد على بيانات حكومية من مدن دلهي ولندن ولوس أنجلس وميلان ومومباي ونيويورك وساو باولو وسيول ووهان وروما، أن جودة الهواء تحسنت بشكل ملحوظ في تلك البقاع، بالتزامن مع الإغلاقات التي كانت مفروضة في تلك المناطق، آنذاك.
وبحسب التقرير، فقد طرأ التحسن الأكبر في جودة الهواء على المدن ذات الهواء الأكثر تلوثا، ما يزيد، بحسب الدراسة الأخيرة، من فرص تعرضها لحرارة الشمس بشكل أكبر.
المصدر: أ ش أ