فاينانشيال تايمز: بايدن يواجه المزيد من الإحباطات والمآزق في بداية رئاسته رغم رضا الجماهير عن آداءه
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يواجه، بعد مضي أيام قليلة على بدء فترة رئاسته الأولى للبلاد، المزيد من الإحباطات والمآزق رغم أنه يعمل على استرضاء شعبه بشكل كبير.
واستهلت الصحيفة تقريرا نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن) بقول إن بايدن وقع لتوه على احدت سلسلة من اوامرة التنفيذية يوم أمس، أكد بها على الضرورة الملحة لتمرير خطته التحفيزية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” بقيمة 1.9 تريليون دولار ، والتي لا يزال مصيرها عالقًا في الكونجرس.
وسلطت الصحيفة الضوء على تصريح بايدن الأخير بأن “لدينا الكثير لنفعله وأول شيء يجب أن أفعله هو تمرير حزمة كوفيد”.
وقالت: لقد مضى أكثر من أسبوع على بدء رئاسة بايدن ، وهو يواجه بالفعل المآزق والإحباطات المتوقعة للحكم في عصر الأزمات المتداخلة المتعددة وسيادة مناخ سياسي سيئ.
وكانت أفعاله الأكثر وضوحًا، حسبما أكدت الصحيفة، – والتي تخللتها تصريحات عامة يومية مكتوبة إلى حد ما – عبارة عن سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تفي بوعود حملته الانتخابية بالخروج التام عن سياسات سلفه الرئيس دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن بايدن اتخذ حتى الآن، بداية فيما يتعلق بالقضايا الخاصة بشئون البيئة وشبكات الأمان الاجتماعي ومشاركة الولايات المتحدة في النظام العالمي متعدد الأطراف،وحتى فيما يخص الحظر المفروض على أعضاء خدمة المتحولين جنسيًا في الجيش، خطوات للتراجع عن بعض أكثر السياسات إثارة للجدل داخل الشارع الأمريكي في السنوات الأربع الماضية. لكن فيما يتعلق بالوباء والاقتصاد، وهما القضيتان اللتان سيقاس عليهما نجاح بايدن، لا يزال الرئيس الجديد يواجه عقبات كبيرة، على حد قول الصحيفة.
وتابعت الصحيفة تقول ان بايدن يتعرض في حقيقة الأمر لضغط هائل لتسريع طرح التطعيمات الخاصة بمواجهة الوباء حتى بما يتجاوز الهدف المتمثل في إعطاء جرعة 100 مليون جرعة في أول 100 يوم، وذلك قبل أن تنتشر تحورات المرض بشكل أكبر. مع ذلك، لا تزال الحزمة المالية – التي كشف عنها بايدن قبل أسبوعين قبل توليه منصبه، عالقة في مأزق سياسي داخل أروقة الكونجرس، مع عدم وجود حل سهل أو تسوية تلوح في الأفق.
من جانبه، قال ويليام هويل، أستاذ السياسات الأمريكية في جامعة شيكاغو:” انه في حين يشعر الكثير من المواطنين بالارتياح من أن الاضطرابات التي شهدتها إدارة ترامب بدأت تتلاشى، فإن هذا لا يعني أن الديمقراطيين والجمهوريين على استعداد للعمل معًا لسن تغيير شامل في سياسة الدولة”.
في الوقت نفسه، اعتبرت “فاينانشيال تايمز” أن بايدن استطاع في بداية حكمه كسب ود الجمهور الأمريكي إلى حد كبير، وهذا مع الوضع في الاعتبار الانقسامات الشرسة التي سادت الشارع الأمريكي أثناء فترة الانتخابات. وهو ما تجلى في رضا 54 في المائة من الأمريكيين على أداء بايدن، بينما عارضها 30 في المائة، وفقًا لاستطلاع أجرته جامعة مونماوث يوم أمس الخميس. وكان هذا أفضل استطلاع شعبي فاق الاستطلاعات التي اجريت خلال فترة ترامب في أي وقت أثناء وجوده في البيت الأبيض.
في غضون ذلك ، يشعر 68 في المائة أن بايدن سيقترح سياسات “مرجحة للغاية” أو “محتملة إلى حد ما” لمساعدة الطبقة الوسطى، وهي توقعات فاقت ما حققه كل من ترامب وباراك أوباما.
أخيرا، أكدت ماري آن مارش، وهي محللة استراتيجية ديمقراطية في بوسطن، أن بايدن بدأ بداية قوية، وقالت:” كلما أظهر الرئيس للناس أنه يفي بكلمته ووعوده، كلما زاد عدد الناس الذين يثقون به”.
المصدر : أ ش أ