قبل أكثر من عقدين، استضافت مصر فعاليات بطولة العالم لكرة اليد لتكون هذه البطولة بمثابة محطة مهمة للغاية في تاريخ كرة اليد المصرية والأفريقية على حد سواء حيث ساهمت بشكل كبير في تزايد الشعبية والاهتمام باللعبة في القارة السمراء.
والآن، يترقب العالم كله والقارة الأفريقية بشكل خاص محطة أخرى مهمة في عالم كرة اليد من خلال النسخة السابعة والعشرين من بطولات العالم (مصر 2021) والتي تستضيفها مصر من 13 إلى 31 يناير الحالي.
وفي 1999، أصبحت مصر أول دولة أفريقية تستضيف مونديال اليد وثاني بلد غير أوروبي يستضيف فعاليات البطولة بعدما استضافت اليابان نسخة 1997.
ونجح منتخب البلد المضيف (أحفاد الفراعنة) في الفوز بالمركز السابع خلال نسخة 1999 وسط اهتمام وحضور جماهيري كبير في البطولة التي ساهمت في زيادة شعبية اللعبة في مصر وفي عدد من البلدان الأفريقية.
وكان فوز الفريق بالمركز السابع في هذه البطولة وتزايد الاهتمام باللعبة في مصر وأفريقيا بمثابة نقطة انطلاق حقيقية لكرة اليد المصرية والأفريقية والعربية نحو العالمية حيث واصل أحفاد الفراعنة نجاحهم في بطولات العالم من خلال النسخة التالية التي استضافتها فرنسا عام 2001 وحصلوا على المركز الرابع في البطولة.
وأصبح المنتخب المصري بهذا أول فريق من خارج القارة الأوروبية يبلغ المربع الذهبي في مونديال اليد والذي احتكرته المنتخبات الأوروبية على مدار تاريخ البطولة منذ بداية إقامة البطولة في 1938 وحتى ذلك الحين.
ولم يقتصر الأمر على هذا الإنجاز المصري بل امتد النجاح للمنتخب التونسي (نسور قرطاج) الذي استغل نسخة 2005 التي استضافتها بلاده وأصبح ثاني منتخب فقط من خارج أوروبا يبلغ المربع الذهبي لمونديال اليد.
وبعدها بعشر سنوات ، حقق المنتخب القطري إنجازا عربيا آخر في تاريخ مونديال اليد حيث أصبح ثالث منتخب يكسر الهيمنة الأوروبية على المربع الذهبي للبطولة وبلغ المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام فرنسا ليحرز المركز الثاني في البطولة.
والآن ، سيكون العالم على موعد مع حدث تاريخي من خلال النسخة المرتقبة بصفتها أول نسخة تقام بمشاركة 32 منتخبا مع ارتفاع مستوى اللعبة في العالم كله وتزايد شعبيتها ما دفع إلى زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة.
وينتظر أن تسهم هذه النسخة في مزيد من الاهتمام باللعبة في مناطق مختلفة من العالم لاسيما وأنها تشهد أعدادا متزايدة من المنتخبات من مختلف القارات حيث تشهد القارة الأفريقية مشاركة سبعة منتخبات من بينها المنتخب المصري المضيف وكذلك خمسة منتخبات آسيوية.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الزيادة في مقاعد المونديال للقارات المختلفة في مضاعفة الاهتمام باللعبة في ظل وجود فرص أفضل لبلوغ المونديال في النسخ التالية أيضا.
وقد تستطيع فرق أخرى من خارج القارة الأوروبية المنافسة على بلوغ المربع الذهبي في مونديال 2021 لاسيما وأن عددا من المنتخبات غير الأوروبية أظهرت تطورا في مستواها خلال الآونة الأخيرة.
وخلال حفل قرعة البطولة، الذي أقيم في سبتمبر الماضي، حصل المنتخب المصري على فرصة لاختيار مجموعته في الدور الأول ولكن هذا لم يكن يعني بالضرورة أفضلية كبيرة للفريق أو أن مشوار أصحاب الأرض سيكون مفروشا بالورود إلى الدور الثاني الذي يقام بنظام المجموعات أيضا لاسيما وأن معظم المنتخبات المتأهلة للبطولة من الفرق الكبيرة صاحبة التاريخ الهائل في بطولات العالم أو البطولات القارية.
واختار المنتخب المصري اللعب في المجموعة السابعة التي ضمت معه منتخبي السويد والتشيك قبل أن ينضم إليهم منتخب تشيلي مؤخرا حيث نال مقعده في المونديال بعد أكثر من شهرين من إجراء القرعة.
وتضم قائمة المنتخبات المتأهلة سبعة منتخبات سبق لها التتويج باللقب إضافة لتقارب المستويات بين العديد من المنتخبات.
وقسمت المنتخبات الـ32 المشاركة بالبطولة على أربعة مستويات تم الإعلان عنها في 23 يوليو الماضي قبل نحو ستة أسابيع على إجراء القرعة بحيث ضم كل مستوى ثمانية منتخبات.
وخلال سحب القرعة في سبتمبر الماضي، قسمت المنتخبات الـ32 على ثماني مجموعات في الدور الأول للبطولة بحيث ضمت كل مجموعة أربعة منتخبات بواقع منتخب واحد فقط من كل مستوى من المستويات الأربعة.
وتتنافس منتخبات كل مجموعة فيما بينها بنظام دوري من دور واحد على أن تتأهل المنتخبات صاحبة المراكز الثلاثة الأولى من كل مجموعة في ختام فعاليات الدور الأول إلى الدور الثاني (الدور الرئيسي)، الذي يضم 24 منتخبا.
وفي الدور الرئيسي، ستقسم المنتخبات الـ24 على أربع مجموعات فحسب حيث تضم كل منها ستة منتخبات تتنافس فيما بينها بنظام دوري من دور واحد ليتأهل المنتخبان صاحبا المركزين الأول والثاني في كل مجموعة بنهاية فعاليات هذا الدور إلى دور الثمانية بداية الأدوار الإقصائية في البطولة.