أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم الخميس أن الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم أعربت ليلة أمس عن رعبها من اقتحام المتظاهرين لمبنى الكابيتول الأمريكي، في مشاهد يخشى البعض منها أن تقوي المنافسين الجيوسياسيين للولايات المتحدة .
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته في هذا الشأن على موقعها الالكتروني اليوم، أن العديد من الإدانات العالمية لأعمال العنف في واشنطن صدرت مساء أمس الأربعاء، أثناء التصديق على جو بايدن كرئيس مقبل للولايات المتحدة، رغم أن السياسيين عزوا بأنفسهم عن ذكر اسم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب .
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي أقام علاقات وثيقة مع ترامب أثناء عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، المشاهد في مبنى الكابيتول هيل بأنها “مشينة”، حيث كتب على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي أن “الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم ومن الضروري الآن أن يكون هناك انتقال سلمي ومنظم للسلطة ” .
وردد دومينيك راب، وزير خارجية المملكة المتحدة، رسالة جونسون وقال:” إن الولايات المتحدة تفخر بحق بديمقراطيتها، ولا يمكن أن يكون هناك مبرر لهذه المحاولات العنيفة لإحباط الانتقال القانوني والسليم للسلطة”.
وقال زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة نايجل فاراج، وهو أحد أكثر مؤيدي ترامب صراحة شارك شخصيا في برامج مع الرئيس الأمريكي، إن “اقتحام مبنى الكابيتول هيل خطأ كبير. ويجب على المتظاهرين المغادرة”.
كذلك، أضافت “فاينانشيال تايمز” أن حلفاء آخرون في حلف شمال الأطلسي “الناتو” انتهكوا الأعراف الدبلوماسية من خلال الحث على اتخاذ إجراء “لمواجهة أزمة سياسية داخلية”، حيث خاطب مارك روت، رئيس وزراء هولندا، ترامب على تويتر مباشرةً ودعاه إلى “الاعتراف بـجو بايدن رئيسا قادما للولايات المتحدة”.
وردد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس نفس الحديث، قائلاً إن ازدراء المؤسسات الديمقراطية له آثار مدمرة وأن أعداء الديمقراطية “سيسعدون بهذه الصور المذهلة من واشنطن العاصمة”.
وقال ماس، في إشارة واضحة إلى حريق الرايخستاج عام 1933 الذي استخدمه الحزب النازي كذريعة للاستيلاء على السلطة في ألمانيا: “من الكلمات الملتهبة تأتي الأعمال العنيفة- على درجات مبنى الرايخستاج والآن في مبنى الكابيتول. لذلك، يجب على ترامب وأنصاره قبول قرار الناخبين الأمريكيين والتوقف عن انتهاك مبادئ الديمقراطية.
من جانبه، أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاضطرابات وقال إن فرنسا تقف بقوة إلى جانب الشعب الأمريكي الذي يريد اختيار قادته من خلال انتخابات حرة وديمقراطية. وقال: “لن نستسلم بأي شكل من الأشكال لعنف قلة من الأفراد الذين يريدون تحدي ذلك”.
وأضاف ماكرون، من قصر الإليزيه:” أن الولايات المتحدة تتشارك مع فرنسا منذ القرن الثامن عشر في الالتزام بالحرية والديمقراطية”، متحدثًا عن “النضال المشترك لضمان ظهور ديمقراطياتنا أقوى من هذه اللحظة التي نعيش فيها حاليا”.
كما وصف سيمون كوفيني، وزير خارجية أيرلندا، أعمال الشغب بأنها “اعتداء متعمد على الديمقراطية من قبل رئيس حالي [و] أنصاره”.
وقال دبلوماسي أوروبي آخر (في تصريح خاص للفاينانشيال تايمز) إنه بينما لا يزال يُتوقع تنصيب بايدن في 20 يناير، فإن الفوضى ستقوض مصداقية الولايات المتحدة لصالح القادة الاستبداديين في العالم”.
واعتبر الدبلوماسي الذي رفض ذكر اسمه أن “الضرر الحقيقي طويل الأمد”، مشيرا إلى أنه على مدار فترة ولايته التي امتدت لأربع سنوات، أشاد ترامب بالقادة المستبدين، ومن بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان //على حد قوله//.
أخيرا، تابعت الصحيفة البريطانية القول بأن هناك حلفاء مقربون آخرون للولايات المتحدة امتنعوا عن توجيه اللوم، لكنهم أعربوا عن عدم ارتياحهم للتطورات. فقال جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا ، إن مواطنيه “منزعجون وغير سعداء من الهجوم على الديمقراطية في الولايات المتحدة، التي تعد جارتنا وأقرب حليف لنا”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)