قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الحكومة الأمريكية قررت إجراء سحب جزئي لموظفيها العاملين في السفارة الامريكية ببغداد دونما إفادة من الخارجية الأمريكية حول عدد من سيتم إجلاؤهم، ونقلت عن مسئولين في إدارة ترامب، رفضوا التعريف بهم، أن هذا الاجراء سينفذ خلال الأسابيع الأخيرة قبل انتقال السلطة من ترامب إلى بايدن، وذلك على ضوء التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخرى زاده قبل أيام وما صحبه من تصاعد دعاوى الانتقام من جانب طهران وحلفائها ضد أهداف غربية في المنطقة.
وذكرت واشنطن بوست أن مصادر بالإدارة الأمريكية بررت هذا الإجراء بأنه ضرورة لما وصفوه بـ”الحد من المخاطر” التي قد يتعرض لها الموظفون الأمريكيون في السفارة الأمريكية ببغداد إلى ما بعد الثالث من يناير 2021 الذي سيوافق الذكرى السنوية لمقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني قبل عام في هجوم نفذته طائرات أمريكية مسيرة رصدت سليمانى قرب العاصمة العراقية في الثالث من يناير عام 2019.
ونقلت الصحيفة عن مسئول في الخارجية الأمريكية قوله “نحن في وزارة الخارجية الأمريكية نجرى تعديلات دائمة على عدد دبلوماسيينا وموظفينا العاملين في السفارات والقنصليات حول العالم على ضوء تقييم الحالة الأمنية والصحية، وحتى على ضوء المناسبات والأعياد الوطنية الخاصة بدول الاعتماد”، وقوله إن السفير الأمريكي لدى العراق ماثيو تولر لن يغادر كما لن يتم تعطيل العمل في السفارة أو الخدمة القنصلية الأمريكية في بغداد.
ويأتي الإجراء الأمريكي في وقت تصعد فيه إدارة ترامب خلال الأسابيع المتبقية لها في السلطة من الضغوط على إيران وحلفائها في العراق قبيل الانتقال السياسي الذي ترتقبه واشنطن وإعلان الرئيس المنتخب جو بايدن عزمه إعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية والذي يضمن لإيران تخفيفا للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وكذلك استئناف أنشطتها النووية.
وكشفت “واشنطن بوست” عن تهديد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو باللجوء إلى الإغلاق الكامل للسفارة الأمريكية في بغداد التي زارها قبل أيام ما لم تصعد السلطات العراقية عملياتها لملاحقة الميليشيات العراقية المدعومة من إيران وهي الميليشيات التي دأبت –حسب الصحيفة الأمريكية- على استهداف المنشآت العسكرية والدبلوماسية الأمريكية بالصواريخ على مدار العام 2019 ما أسفر عن مصرع ثلاث أمريكيين وبريطاني واحد.
تجدر الاشارة في هذا الصدد إلى أن الخارجية الأمريكية بدأت اعتبارا من مايو 2019 تنفيذ عملية تقليل “ليست لأغراض الطوارئ” لعدد موظفيها العاملين في السفارة ببغداد نتيجة الاستهدافات الصاروخية، ومنذ مايو 2019 دار العمل في السفارة الامريكية فى بغداد بعدد اقل من الموظفين والدبلوماسيين الامريكيين.
كذلك تعرضت السفارة الأمريكية ببغداد في ديسمبر من العام الماضي لحصار استمر يومين نفذته مجموعات مسلحة موالية لإيران فى العراق عقب قيام طائرات مسيرة أمريكية باصطياد الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى وحليفه العراقى الأهم أبومهدي المهندس، و خلال حصارها استنفرت واشنطن قوة التدخل الطارئ الأمريكية المتمركزة في قواعد بالخليج العربي.
يشار إلى أن قوة التدخل الطارئ الامريكية هي قوة عمليات خاصه فائقة التدربب تتألف من أمهر جنود فى مشاة الجيش والأسطول الأمريكى (مارينز) تشكلت في العام 2011 بعد تعرض القنصلية الأمريكية في بنغازي لهجوم كان ضحيته السفير الامريكى لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز و4 من الدبلوماسيين الأمريكيين.
ويأتي الإجراء الأمريكى كذلك على ضوء استراتيجية عامة للولايات المتحدة بسحب القوات الأمريكية تدريجيا من العراق بعد تسع سنوات من وصول تلك القوات وحلفائها في الحرب على الإرهاب لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وتنفيذ هجمات بالطيران المسير ضد معاقله، وبحلول منتصف يناير القادم سيقل عدد القوات الامريكية الموجوده فى العراق من 3000 جندى فى الوقت الراهن الى 2500 جندى بحلول هذا التاريخ.
وفي هذا الصدد يقول الجنرال ماركميللي رئيس هيئة الاركان المشتركة فى البنتاجون ان الحكومة العراقية قد أبدت رغبه فى بقاء عدد محدود من العسكريين الأمريكيين على الأراضي العراقية لبعض الوقت للقيام بمهام التدريب وإسداء المشورة العسكرية للقوات العراقية على نحو يقلل من كلفة المواجهة مع مسلحي تنظيم الدولة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )