وول ستريت جورنال: دور روسيا في فرض السلام بين أرمينيا وأذربيجان يثير الآمال والقلق في آن واحد
رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية اليوم /الأحد/ أنه على الرغم من أن اتفاق السلام الذي توسطت فيه روسيا بين أرمينيا وأذربيجان أوقف أسابيع من القتال بين الجانبين ومنح موسكو انتصارا جيوسياسيا، لكنه فشل في غرس الشعور بالأمان بين الأرمن، مشيرة إلى أن وجود القوات الروسية في المنطقة يثير لديهم مزيجا من الامتنان وعدم الثقة في آن واحد.
وفيما يتعلق بهذا الطرح، أوضحت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، أن اتفاق السلام يشهد عودة أجزاء من المناطق التي يسيطر عليها الأرمن إلى أذربيجان، التي فقدتها قبل سنوات، بعد أسابيع من القتال الذي بلغ ذروته في اجتياح القوات الأذربيجانية لأجزاء من إقليم ناجورنو كاراباخ، وهي مقاطعة معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان ولكنها تسيطر عليها العرقية الأرمن، وكجزء من الاتفاق، ستنشر روسيا حوالي 2000 جندي حفظ سلام على مدى السنوات الخمس المقبلة على الأقل.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم: إن روسيا يمكنها الاستفادة من مهمة حفظ السلام في انتشار عسكري دائم في كلا البلدين والعمل على دمج جيوش الدول السوفيتية السابقة في هياكل القيادة التي تهيمن عليها روسيا مثل اتفاقية الأمن الجماعي التي تنتمي إليها أرمينيا بالفعل.
وتطرقت أيضا إلى إعراب بعض الأرمن عن شعورهم بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم وأنهم لا يثقون إلا بموسكو، وإعراب البعض الآخر عن الحذر من تواجد القوات الروسية، وخاصة أولئك الذين عاصروا حقبة السيطرة السوفيتية.
وسلطت الصحيفة الضوء على قول محللين إن اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في العاشر من نوفمبر الجاري، يعزز مكانة الكرملين كوسيط قوة إقليمي ويعزز نفوذه على كلا البلدين، اللذين أصبحا الآن أكثر دينًا لموسكو، وفي هذا الإطار نقلت الصحيفة عن محلل السياسات في المعهد الأرمني للشؤون الدولية والأمنية ستيوبا سافاريان، قوله إن “الحرب أدت إلى نتيجة متوقعة للغاية ألا وهي اعتماد متزايد على روسيا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن لروسيا بالفعل قاعدة عسكرية في أرمينيا، والتي تتعاون معها أيضًا في العلاقات الاقتصادية، لكن لم يكن لموسكو أي قوات في أذربيجان حتى الآن.
وأفادت “وول ستريت جورنال” بأنه لطالما سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى البقاء على علاقة جيدة مع كل من أذربيجان وأرمينيا، ويرجع ذلك إلى موقعهما على طول ممر طاقة مهم يطمح إليه الغرب من ناحية واتباع موسكو سياسة الحياد تجاه التوترات المستمرة منذ عقود في ناجورنو كاراباخ من ناحية أخرى.
وتشمل مهمة قوات حفظ السلام الروسية مراقبة خط التماس بين الجانبين وحراسة مواقع التراث التاريخي والثقافي والديني.
المصدر : أ ش أ