نشرت صحيفة الاندبندنت اليوم الخميس مقالا كتبه كبير محرري كرة القدم، ميغال ديلايني، يقول فيه إن مارادونا جمع بين العبقرية والبهجة في كرة القدم. عندما تراه كأنك تلمس السماء بيديك.
ويذكر الكاتب حادثة تصور حقيقة ما كان يمثله مارادونا في ملاعب كرة القدم عندما كان في قمة عطائه.
ففي نهائيات كأس العالم 1990 لعب منتخب الكاميرون ضد الأرجنتين، وعندما رأى لاعبا الكاميرون، ألفونس يومبي وروجي فوتومبا، مارادونا في الملعب أجهشا بالبكاء، إذ لم يصدقا أنهما سيلعبان مع مارادونا.
هذه هي المكانة التي وصل إليها مارادونا فوق ملاعب كرة القدم. فهو لاعب خارق للعادة بكل ما تعنيه الكلمة، فمهاراته الفنية ولمساته السحرية تجعل كل من يراه منبهرا به كل حسب طريقته.
ويضيف الكاتب أن الكثيرين يرون أنه أحسن لاعب في تاريخ كرة القدم على الإطلاق، وسيبقى النقاش حول هذه المسألة مفتوحا، وفي النهاية تكون القناعة الشخصية والذاتية هي التي تحدد الإجابة.
كان مارادونا يحرك الكرة ويجري بها بطريقة لا يعرفها غيره، وكأنها ملتصقة في رجله، لا يستطيع أحد أن ينتزعها منه، وكل من شاهد مباريات كأس العالم 1986 ومبارياته مع فريق نابولي في الدوري الإيطالي استمتع بتلك الفنيات المبهرة.
ويرى الكاتب أن تلك الفنيات تمثل حرية كرة القدم وما يمكن أن تفعل، كما أنها تعطي فكرة عن المستوى التي يمكن تبلغه المهارات الكروية، فهي تلهب الخيال.
وتتعمق فكرة الحرية من قصة مارادونا الاجتماعية إذ أنه نشأ في بيئة فقيرة من عائلة تعيش في العاصمة بوينس آيرس.
وفي المباراة النهائية لكأس العالم 1986 لم تكن العبقرية في الانطلاقة التي لا يوقفها أحد، وإنما في الرؤية الخارقة عندما رفع مارادونا الكرة بطريقة عجيبة إلى خورخي بوروتشاجا ليسجل هدف الفوز.
كانت لمسة تاريخية لا تمحى من الذاكرة. تبقى هذه الحركة خالدة تعبر عن عبقريته النادرة ومستواه الذي لا يضاهى. هذا فضلا عن إنجازاته مع فريق نابولي.
ولكن أجمل هدف سجله مارادونا هو عندما باغت خمسة لاعبين انجليز في انطلاقة واحدة، وانفرد بالحارس بيتر شيلتون ثم وضع الكرة في الشباك. والمدهش أن اللاعبين لم يحاولوا إيقافه وهو يجري بالكرة نحو المرمى بل وقفوا متسمرين في أماكنهم.
المصدر: وكالات