افتتح محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مسجد الإمام الشافعى بمحافظة القاهرة اليوم الجمعة، بعد صيانته وترميمه بتكلفة 13 مليون جنيه، بحضور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، والمهندس جيهان عبد المنعم نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنونية والشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، والشيخ خالد خضر مدير مديرية أوقاف القاهرة، كما افتتحت الوزارة 49 مسجدا، فى عدد من المحافظات ليصل إجمالى ما تم افتتاحه فى 81 يومًا فقط 501 مسجد على مستوى الجمهورية وبعمارة غير مسبوقة.
وألقى وزير الأوقاف خطبة الجمعة بعنوان “الإمام الشافعى ودوره التجديدى فى عصره”، حيث أكد أن الكمال لله وحده، وأن العصمة لأنبيائه ورسله، وأن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم (صلى الله عليه وسلم)، وكان صاحب هذا المقام الإمام الشافعى “رحمه الله” يقول:”إذا صح الحديث فهو مذهبيى”، وكان يقول فى تواضع جم وتقدير لآراء الآخرين: “رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرى خطأ يحتمل الصواب”.
وأكد الوزير أنه “يجب علينا أن ننظر بعين الاحترام والتقدير إلى تراثنا وعلمائنا وأئمتنا السابقين ، وأننا ننظر بكل الاحترام والتقدير للأئمة الأربعة ؛ الإمام أبي حنيفة رحمه الله ، والإمام مالك رحمه الله والإمام الشافعي رحمه الله والإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، لأنهم جميعا بذلوا وسعهم واستنفدوا طاقتهم فى خدمة دينهم ، كما نؤكد أن باب الاجتهاد لم يغلق بعدهم ولن يغلق إلى يوم القيامة ، وأننا في حاجة إلى التجديد المستمر لعصرنا أكثر من أي وقت مضي نظرا لكثرة مستجدات عصرنا وتتابعها ، و أكد أن ما كان راجحًا فى وقت أو زمان أو مكان معين قد يصبح مرجوحًا إذا تغير الزمان أو المكان أو الحال ، وهو ما أكده صاحب هذا المقام تأكيدًا عمليًا عندما أفتى هنا في مصر في بعض المسائل بخلاف ما كان قد أفتى به فى العراق ؛ نظرًا لتغير البيئة والأحوال آنذاك ، فعرف مذهبه في العراق بالمذهب القديم ، ومذهبه في مصر بالمذهب الجديد”.
كما أوضح الوزير “أننا عندما نفتتح اليوم بالتعاون مع وزارة الآثار مسجد الإمام الشافعي بعد صيانته وترميمه إنما نؤكد تأكيدًا عمليا: أننا في الوقت الذي نعني فيه ببناء المساجد في المجتمعات العمرانية الجديدة ؛ فإننا نعنى نفس العناية وأشد بمساجدنا الأثرية والتاريخية ولا سيما مساجد العلماء ومساجد آل بيت سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وهو نفس النهج الذي تسير عليه الدولة المصرية العظيمة ، فهي تبني الجامعات الجديدة وتطور جنبا إلى جنب جامعاتها العريقة ، وحين تنشئ المدن الجديدة تطور جنبًا إلى جنب المدن القديمة وعواصم المحافظات وقراها ، مؤكدًا أن بناء المدن الجديدة سيتيح فرصًا أفضل لتطوير المدن القديمة، وتخفيف الضغط على خدماتها ، مما يسهم بلا شك في تحسين الأحوال المعيشية للمقيمين بها ، فعين هنا وأخرى هناك ، ويد تبني هنا وأخرى تطور هناك ، فلتحيا الدولة المصرية وقيادتها الحكيمة .”
المصدر : بيان رئاسة مجلس الوزراء