لا تزال الولايات المتحدة ومعها العالم في حالة ترقب لإعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية، بينما تستمر عمليات فرز الأصوات ببطء غير معهود، إذ يتم تحديث نتائج الاقتراع بوتيرة لا تتعدى بضعة آلاف صوت في كل إعلان.
وسط الترقب العالمي لإعلان نتيجة أحد أكثر الانتخابات تنافسية وحِدّة في تاريخ الولايات المتحدة، يسعى المسؤولون لتقديم إحصاءات دقيقة أكثر منها سريعة، خصوصاً في ظل تقارب الأصوات التي نالها كل من الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي ونائب الرئيس السابق جو بايدن.
وعلى الرغم من تعيين كل ولاية آلاف المتطوعين للمشاركة في عمليات الفرز فضلاً عن وجود أجهزة تقوم بالمهمة، إلا أن حسم السباق هذه المرة تطلب مزيداً من الوقت خلافاً لمعظم الانتخابات السابقة، فلماذا يستغرق احتساب الأصوات كل هذه المدة الزمنية الطويلة؟
ودفعت المخاوف من تفشي جائحة كورونا العديد من الولايات إلى تشجيع الناخبين على التصويت بالبريد للمرة الأولى.
والكثير من الولايات وجدت نفسها في مواجهة كم هائل من بطاقات الاقتراع عبر البريد، ومن المتوقع أن يبلغ عددها 70 مليون بطاقة من بين أكثر من 150 مليون صوت.
والوقت القصير المتاح لمعالجة الأعداد الكبيرة من بطاقات الاقتراع البريدية تسبب في العديد من المشكلات، فمسؤولو الانتخابات بحاجة إلى أنواع جديدة من أوراق الاقتراع وأجهزة جديدة ومساحة أكبر ومزيد من الموظفين والطاولات والكراسي.
وتعاني خدمة البريد نقصاً في عدد الموظفين والمعدات بشكل عام تتسبب بدورها في تأخير العملية.
واستعداداً لتدفق البطاقات، مددت بعض الولايات فترة السماح بتسلم بطاقات الاقتراع البريدية بعد يوم الانتخابات في 3 نوفمبر، في حين رفضت أخرى القيام بالمثل، كما لم تقرّب موعد فتح المظاريف وفرز البطاقات.
ولم يتمكن موظفو الانتخابات من فتح المظاريف في ولاية ميشيغن قبل الاثنين، أي قبل يوم واحد على موعد الانتخابات.
أما في ولاية بنسلفانيا التي يثير فرز الأصوات فيها الاهتمام حالياً، فقد بدأت عملية فرز الأصوات البريدية مع بدء اليوم الانتخابي في الثالث من نوفمبر، وما زالت مستمرة وتشهد تقارباً جديداً في الأصوات.
ويتعين في العديد من الولايات التحقق من البطاقات بمقارنة توقيع الناخب على الظرف الخارجي مع التوقيع المسجل في قاعدة البيانات، وهو ما يجعل مهمة فرز بطاقات التصويت مرهقة.
وتتمثل العقبة الأخرى في الحاجة إلى فحص الختم البريدي على كل البطاقات المرسلة بعد اليوم الانتخابي، للتأكد من إرسالها في الوقت المناسب.
وعلى الرغم من وجود أجهزة مخصصة للقيام بالعمل الأولي في العديد من المراكز، إلا أن البطاقات المرفوضة من قبل الأجهزة كانت كثيرة ويجب مراجعتها يدوياً.
وبعد التحقق من الختم البريدي والمراجعة اليدوية للبطاقات المرفوضة من أجهزة الفرز، ينبغي إخراج البطاقات من المظاريف وجمعها، قبل تمريرها في عدادات التصويت.
وإذا أخفقت أجهزة العد في قراءة البطاقات يتم التحقق منها ثم تمريرها يدوياً، بحضور أكثر من مسؤول يراقب ويشرف على العملية لضمان دقتها.
وتشكل العقبات التقنية في عمليات الفرز إحدى أكثر العراقيل التي تبطئ احتاسب الأصوات في الأجهزة، ما يستدعي التدخل البشري لفرزها يدوياً كما حصل في ولاية ساوث كارولاينا في الانتخابات الجارية، إذ اضطرت إحدى المقاطعات في الولاية لفرز جميع الأصوات البالغ عددها 14600 يدوياً بسبب خطأ في الطباعة حال دون تمكن الأجهزة من قراءتها.
يذكر أن كل بطاقة تحمل أكثر من اسمي المرشحين الرئاسيين، فهناك مرشحون للكونجرس ولحكومة الولاية والحكومة المحلية وقادة الشرطة وقضاة ومحققون.
وتسعى حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحزب الجمهوري لدى القضاء لتعليق عملية الفرز وإعادة عدّ الأصوات وإبطال أصوات، برفع العديد من القضايا لدى المحاكم الفيدرالية في عدد من الولايات، بهدف إبطاء العملية وتحويل مسارها لصالحهم.
المصدر: وكالات