اقترب المرشح الديمقراطي جو بايدن من الفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية، اليوم الخميس، في حين عكف المسؤولون على فرز الأصوات في بضع ولايات ستحسم النتيجة، وخرج محتجون إلى الشوارع.
وزعم الرئيس دونالد ترامب حدوث تزوير دون أن يورد أدلة على ذلك، وأقام دعاوى قضائية في سباق انتخابي لم يحسم بعد.
ويضيق الفارق في السباق الانتخابي في خمس ولايات، إذ يتقدم بايدن في نيفادا وأريزونا في حين يراقب ترامب تقلص تقدمه السابق في بنسلفانيا وجورجيا الحاسمتين مع فرز الأصوات المرسلة بالبريد أو غيره من أشكال التصويت الغيابي. واحتفظ ترامب بتقدم بسيط في نورث كارولاينا، وهي ولاية حاسمة أخرى.
ويتعين على ترامب أن يفوز في الولايات التي لا يزال متقدما فيها بالإضافة إلى أريزونا أو نيفادا للفوز على منافسه وتجنب أن يصبح أول رئيس أمريكي يخسر فترة الرئاسة الثانية منذ جورج بوش الأب في 1992.
وقال مركز إديسون للأبحاث، إن بايدن متقدم على ترامب في أصوات المجمع الانتخابي بحصوله على 243 صوتا مقابل 213 من الأصوات لترامب. وذكرت شبكات أخرى أن ترامب فاز بولاية ويسكونسن مما يعطيه عشرة أصوات أخرى. والفائز يجب أن يحصل على 270 صوتا.
وهيأ الفرز والدعاوى القضائية الساحة لحالة من عدم التيقن قد تستمر أياما وربما أسابيع قبل انعقاد المجمع الانتخابي، يوم 14 ديسمبر كانون الأول، وقبل أن يؤدي الرئيس الجديد اليمين، يوم 20 يناير.
مع تصاعد التوتر تجمع نحو 200 من أنصار ترامب، بعضهم مسلح ببنادق ومسدسات، أمام مركز اقتراع في فينيكس بولاية أريزونا؛ بعد تردد شائعات، لا تستند لدليل، عن عدم احتساب أصوات للرئيس الجمهوري.
وفي ديترويت، منع مسؤولون نحو 30 شخصا أغلبهم جمهوريون من دخول مقر يجري فيه إحصاء الأصوات وسط مزاعم بأن الفرز في ميشيجان يشوبه التزوير.
وطالب محتجون مناهضون لترامب في مدن أخرى باستمرار فرز الأصوات. واعتقلت الشرطة 11 شخصا وصادرت أسلحة في بورتلاند بولاية أوريجون بعد أنباء عن أعمال شغب، كما حدثت اعتقالات في نيويورك ودنفر ومينيابوليس. ومن المزمع إقامة أكثر من 100 تجمع في أنحاء البلاد، حتى يوم السبت.
وحتى صباح اليوم، كان بايدن متفوقا على ترامب بنحو 3.6 مليون صوت في التصويت الشعبي على مستوى البلاد، لكن الفروق كانت ضئيلة للغاية بينهما في عدة ولايات. وفي ويسكونسن تقدم بايدن على ترامب بنحو 21 ألف صوت من بين 3.3 مليون صوت تم الإدلاء بها. وفي جورجيا تقدم ترامب بفارق 19 ألف صوت من نحو خمسة ملايين صوت.
وتوقع بايدن (77 عاما) فوزه، الأربعاء، وأطلق موقعا إلكترونيا لبدء مرحلة انتقال إلى بيت أبيض يقوده الديمقراطيون في يناير.
ويسعى ترامب (74 عاما) منذ فترة للتشكيك في مصداقية عملية التصويت إذا ما خسر. ومنذ الانتخاب يوم الثلاثاء، أعلن فوزه رغم أن هذا لم يحدث بعد، واتهم الديمقراطيين بمحاولة سرقة الانتخابات دون أن يورد دليلا، وتعهد بمقاضاة بعض الولايات.
ويقول خبراء في مسألة الانتخابات الأمريكية، إن التزوير أمر نادر.
وطالبت حملة ترامب بإعادة الفرز في ويسكونسن، وهو أمر يحق له نظرا للفارق الضئيل جدا هناك، كما رفعت دعاوى قضائية في ميشيجان وبنسلفانيا لوقف إحصاء الأصوات. ووصفت جوسلين بنسون وزيرة خارجية ولاية ميشيجان والمسؤولة عن الانتخابات في ولايتها، الدعوى التي رفعها فريق ترامب بأنها ”بلا قيمة“.
ورفعت حملة ترامب دعوى قضائية في جورجيا؛ للمطالبة بأن تفصل مقاطعة تشاثام التي تضم مدينة سافانا الأصوات التي وصلت متأخرة لضمان عدم احتسابها.
وطلبت الحملة كذلك من المحكمة العليا السماح لترامب بالانضمام إلى دعوى أقامها جمهوريون في بنسلفانيا بشأن ما إذا كان يحق لهذه الولاية الحاسمة قبول الأصوات التي تأخر وصولها.
وتبدو مناورات ترامب أشبه بمسعى للطعن في نتائج الانتخابات قبل الانتهاء من الفرز.
وكتب على تويتر ”يجدون أصوات بايدن في كل مكان.. في بنسلفانيا وويسكونسن وميشيجان. أمر بالغ السوء لبلدنا“.
أما بايدن فقال إنه ينبغي احتساب كل صوت ”ولن ينتزع أحد ديمقراطيتنا منا، لا الآن ولا في أي وقت“.
إذا فاز بايدن فسيواجه معركة عنيفة للحكم في ظل سيطرة الجمهوريين التي بدت شبه مؤكدة الآن على مجلس الشيوخ، وهو ما يرجح تعطل الكثير من مشاريع القوانين الواردة على جدول الأعمال التشريعي الذي يشمل توسيع الرعاية الصحية ومكافحة تغير المناخ.
ويجيء هذا الشد والخلاف عقب حملة انتخابية طغت عليها التراشقات العنيفة وسط جائحة أودت بحياة أكثر من 233 ألفا بالولايات المتحدة وأفقدت الملايين أعمالهم. كما مرت البلاد بشهور مضطربة شهدت فيها احتجاجات على العنصرية ووحشية الشرطة.
وقد سجلت الولايات المتحدة رقما قياسيا لحالات الإصابة اليومية الجديدة بفيروس كورونا المستجد، يوم الأربعاء، مع رصد ما لا يقل عن 102591 إصابة جديدة وفقا لإحصاء لرويترز.
وعبّر أنصار كلا المرشحين عن مشاعر غضب وإحباط وتخوف في ظل عدم وضوح موعد حسم نتيجة الانتخابات.
وفاز ترامب في انتخابات عام 2016 على الديمقراطية هيلاري كلينتون بعد فوزه بولايات حاسمة على الرغم من تقدمها بحوالي ثلاثة ملايين صوت على مستوى البلاد.
ولم يفز أي مرشح جمهوري في التصويت الشعبي إلا مرة واحدة منذ الثمانينيات، رغم فوز الجمهوريين بثلاثة انتخابات رئاسية من سبعة خلال هذه الفترة؛ بفضل نظام المجمع الانتخابي.
المصدر: وكالات