صحف الإمارات: حرية التعبير لا يجب أن تكون مدخلاً لصب مزيد من نيران الحقد والعصبية الدينية
أكدت صحف الامارات فى افتتاحياتها اليوم الجمعة، ان التطرف داء خطير ألمّ بالمجتمعات الإنسانية . معتبرة أن حرية التعبير لا يجب أن تكون مدخلاً لصب مزيد من نيران الحقد والعصبية الدينية .
فتحت عنوان ” التطرف لا دين له” ، قالت صحيفة البيان ان التطرف الديني بات يشكل تهديداً كبيراً للأوطان والأمم، فالجريمة البشعة بحق الإنسانية التي ارتكبت، أمس، في نيس الفرنسية، والاعتداء على حارس القنصلية الفرنسية في جدة، يؤكدان مجدداً أن التعصب والتطرف أصل كل الشرور والمآسي، ما يستدعي التفكير جدياً في معالجة هذه الظاهرة المخيفة، بالسلام والمحبة وبناء جسور التواصل الإنساني بين الشعوب والأمم والأديان وعبر ثقافة التسامح.
وخلصت الى ان مواجهة خطاب الكراهية تتطلب كشف مخاطره من تهديد للسلم المجتمعي، وما يترتب عليه من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، كما تتطلب صياغة خطاب بديل، يحوي مضامين المحبة والتآخي والتضامن، فقيم التسامح هي غيض من فيض القيم التي يأمر بها الإسلام وكل الأديان السماوية.
وتحت عنوان “حان الوقت للمراجعة” ، قالت صحيفة “الخليج” ان العنف الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية، أمس الخميس، مستهدفاً كنيسة نوتردام، ونتج عنه مصرع ثلاثة أشخاص وجرح عدد آخر، في هجوم نفذه مسلح، تجسيد حقيقي للمخاوف التي تسود العالم، خاصة أنه جاء متزامناً مع حملة إساءة إلى الدين الإسلامي، وتنامي مشاعر الكراهية التي بدأت تطغى على بعض المنظمات اليمينية المتطرفة ووسائل الإعلام المتماهية معها، والتي صارت تغذي هذه المشاعر بمزيد من الأفعال المناهضة لمبدأ التسامح والتعايش.
واضافت ” لم تكن حادثة كنيسة نوتردام سوى ترجمة لخطاب الكراهية الذي صار يتجول في أكثر من بلد، وزاده حدة نمط التفكير لدى بعض المنظمات اليمينية، التي ترغب في إبقاء جذوة الصراع مفتوحة بين الأديان، لأنها تعتقد أن ذلك يزيد شعبيتها في أوساط الناخبين، لذلك تبدو عملية شحن الكراهية تجاه كل ما هو مسلم في بعض الدول الأوروبية وسيلة للتكسب السياسي، حيث تعتقد هذه الجهات أنها يمكن أن تحصد نتائجها في الاستحقاقات الانتخابية”.
واكدت الصحيفة أهمية المبادرات التي تبنتها دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تقارب الأديان والتعايش فيما بينها، ويمكن التدليل على ذلك بالفعالية التي احتضنتها الدولة العام الماضي، وجمعت إمام الأزهر وبابا الفاتيكان، وأسفرت عن توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تعد بمثابة خارطة طريق لإشاعة مبدأ التعايش والتسامح بين الأديان ومذاهبها المختلفة، كما أنها خصصت عاماً للتسامح، وأنشأت وزارة خاصة بها، وكلها وقائع تؤكد صوابية الرؤية لدى قيادة الدولة بأهمية التعايش بين الأديان، لأنه من غير المقبول إيذاء المشاعر الدينية لدى مليارات المسلمين، تماماً كما هو من غير المقبول قتل أنفس بريئة تدفع ثمن تهور البعض في تحدي منطق التعايش وتعاكس اتجاهاته.
وخلصت الى القول إنه حان وقت المراجعة إذاً، وعلى الجميع إدراك أن التطرف لا يولِّد سوى مثيله، وحرية التعبير التي ينادي بها البعض لا يجب أن تكون مدخلاً لصب مزيد من نيران الحقد والعصبية الدينية، وإلا تحولت إلى فتنة لن يسلم منها أحد.
اما صحيفة “الوطن” وتحت عنوان ” حرية الرأي مسؤولية” فقالت ان الإسلام سيبقى دين الحق والرحمة، والوسطية والاعتدال، والمحبة والانفتاح وقبول الآخر، والقيم والخير والتسامح، هذا هو جوهر الدين الحنيف الذي يعمل جميع العقلاء في العالم على التعريف بما يحض عليه وكيف يريد أن يحل السلام كافة أمم الأرض على اختلاف أديانها وقناعاتها وثقافاتها.
واعتبرت ان حرية التعبير الحقيقية في أي مكان بالعالم هي “مسؤولية” ومن يتحدث بالحرية عليه أن يقرنها باحترام الآخر المختلف أياً كان هذا الاختلاف، والتصرف بمسؤولية يعني أن كل ما يصدر عن أي شخص أو جهة يجب أن يكون مدركاً لما يمكن أن ينتج عما يراه حرية فكرية أو ما شابهها، وبالتالي فلا يمكن أن ينطبق وصف الحرية على التسبب بالأزمات خاصة عندما يكون مطلقها مدركاً لما يمكن أن ينتج عنها، والعالم الذي عانى كثيراً من الأزمات والدخلاء الذين حاولوا لعب دور ليس لهم، يعمل لتحقيق السلام وتعزيز أركانه.
وخلصت الى أن الواجب اليوم هو تحصين الرموز ومنع الإساءة إليها تحت أي مبرر وتجريم من يقوم بغير ذلك، ولابد من قانون دولي يردع كل مسيء حيث يكون، لأن هذا جانبا هاما وأساسيا لإنجاح تحقيق التلاقي الإنساني والسلمي بين الدول، ومنع الانجراف وراء أي مواقف قد تكون لها عواقب وخيمة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)