“واشنطن بوست”: عودة انتشار كورونا في الغرب يضع تساؤلات عديدة بشأن إرادة محاربة الوباء
أفادت صحيفة “واشنطن بوست” أن عودة ارتفاع معدلات الإصابة اليومية بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من جديد في الغرب وضعت في
حقيقة الأمر عدة تساؤلات بشأن إرادة أوروبا والولايات المتحدة لمحاربة الوباء.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين ) إنه على جانبي الأطلسي، يظل الوباء آخذا في الازدياد، وللمرة الأولى منذ أواخر يوليو الماضي،
أبلغت الولايات المتحدة عن أكثر من 60 ألف حالة إصابة مؤكدة جديدة بكورونا يومي الخميس والجمعة الماضيين، مع تسجيل ما يقرب من الـ 60 ألف حالة يوم السبت، وتقع
العديد من الإصابات في مناطق ريفية بعيدة عن المدن الرئيسية التي تحملت العبء الأكبر خلال تفشي الموجة الأولى من المرض في وقت سابق من هذا العام.
وأوضحت الصحيفة أن قيودا جديدة وقرارات بعمليات إغلاق فورية في طريقها للسريان في العديد من المدن الكبرى في أوروبا، وفي الأسبوع الماضي وحده، تفوقت القارة على الولايات
المتحدة في نصيب الفرد من عدد الحالات الجديدة، فيما حذر مسئولو الصحة العامة من ارتفاع متسارع وربما “كارثي” في الإصابات الجديدة، حيث ارتفعت الحالات المؤكدة في 53
دولة أوروبية، حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، من 6 ملايين إلى 7 ملايين حالة في عشرة أيام فقط.
من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية من أنه بدون تدابير مضادة وفعالة، قد ترتفع الوفيات اليومية المرتبطة بكورونا في أوروبا إلى خمسة أضعاف ذروتها في أبريل، فيما أدى
عودة هذا الظهور الدراماتيكي للفيروس في جميع أنحاء القارة إلى محو أي أوهام لدى الأوروبيين بأنهم قد نجوا من الموجة الأسوأ للوباء،لاسيما بعد أن رحبت دولا مثل إسبانيا
وإيطاليا بالزوار القادمين خلال الصيف، حتى أصبحت مرة أخرى من بين المتسابقين في الحالات الإجمالية.
وتابعت “واشنطن بوست” تقول : إن زيادة عمل الاختبارات الصحية الشاملة ربما تفسر جزئياً السبب من وراء ارتفاع الحالات، لكن الخبراء يخشون أيضًا من زيادة مطردة في الوفيات
ومعدلات الإقامة في المستشفيات.
بدوره، قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس يوم الخميس الماضي:” ان الشيء الأكثر إثارة للقلق هو أن عدد الحالات يرتفع بسرعة كبيرة بين كبار السن، مما سيؤدي بسرعة إلى
وصول العديد من المرضى الجدد إلى المستشفيات”، وفي نفس الوقت، فرضت فرنسا حظر تجول على باريس وثماني مدن رئيسية أخرى في مطلع الأسبوع.
وقال وزير الصحة البلجيكي فرانك فاندنبروك للصحفيين أمس الأحد:” أننا حقا قريبون جدا من حدوث تسونامي” وذلك في الوقت الذي تستعد فيه بلاده- التي لديها واحد من أعلى
معدلات الإصابة للفرد في العالم- لفرض قيود جديدة. مضيفا” إننا لم نعد نتحكم فيما يحدث”.
في المقابل لا تعاني منطقة شرق آسيا من موجة وحشية مماثلة من الإصابات، في إشارة من الصحيفة إلى أن “الكفاءة واليقظة الدائمتين للاستجابة في دول مثل فيتنام وكوريا
الجنوبية وتايوان” تعكسان وضع المعايير المثالية لكيفية السيطرة على الفيروس” ومع ذلك، فإن الوضع في أوروبا يزيد من تعقيد الصورة فربما يكون ارتداء الأقنعة أكثر انتشارًا في
إسبانيا من أي دولة أوروبية أخرى، لكنها لا تزال تعاني من أحد أسوأ موجات التفشي في القارة، حسبما قالت الصحيفة.
وقالت “واشنطن بوست” ” لم يبد حتى الآن أن أي مجتمع قد حقق أي شيء قريبا مما يسمى بمناعة القطيع، فقد أشارت تقارير إعلامية إلى أن آمال بعض العلماء في تحقيق مناعة
القطيع لتوفير بعض الحماية، مع حماية الأماكن التي تضررت بشدة في الموجة الأولى بسبب زيادة مستويات الأجسام المضادة، قد تلاشت بعد أن عانت العديد من المدن التي
تحملت شراسة الموجة الأولى من عودة أكثر شراسة في الأسابيع القليلة الماضية”.
وفي بعض البلدان الأوروبية، وجد القادة الوطنيون أنفسهم على خلاف مع المسئولين المحليين حول حجم وشدة عمليات الإغلاق،حيث أشتبك آندي بورنهام، عمدة مدينة مانشستر
بشمال إنجلترا، مع الحكومة المركزية حول ما إذا كان يجب زيادة شدة القيود المفروضة على الحركة والأعمال في مدينته.
وفي جميع أنحاء بريطانيا، أدى وجود خليط من تدرجات مختلفة من عمليات الإغلاق إلى إثارة الارتباك والغضب.
كما تواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مقاومة من الولايات الفيدرالية في بلادها لفرض قيود شاملة جديدة،حتى اضطرت إلى مناشدة مواطنيها للامتناع عن السفر والتواصل
الاجتماعي في مجموعات كبيرة، وقالت ” انتهى الصيف المريح نسبيًا، ونحن الآن نواجه شهورًا صعبة”.
المصدر : أ ش أ