كانت مصر ومازالت دائما قبلة الفنانين والمبدعين في مختلف المجالات، خاصة في مجال الثقافة والتنوير وعلى رأس المؤسسات الثقافية التي تقدم أرقى الفنون دار الأوبرا المصرية والتي تحتفل هذا العام بعيدها الـ32، حيث قدمت على مدار أعوام عديدة مختلف أشكال الفنون الراقية.
وتم افتتاح دار الأوبرا المصرية أو الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي عام 1988 وتقع في مبناها الجديد والذي تم تشيده كمنحة من الحكومة اليابانية لنظيرتها المصرية بأرض الجزيرة بالقاهرة وقد بنيت الدار على الطراز الإسلامي.
ويعتبر هذا الصرح الثقافي الكبير الذي افتتح يوم 10 أكتوبر عام 1988 هو البديل عن دار الأوبرا الخديوية التي بناها الخديوي إسماعيل عام 1869 واحترقت في 28 أكتوبر العام 1971 بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102عام.
ويرجع تاريخ بناء دار الأوبرا القديمة إلى فترة الازدهار التي شهدها عصر الخديوي إسماعيل في كافة المجالات، وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا الخديوية بحي الأزبكية بوسط القاهرة بمناسبة افتتاح قناة السويس، حيث اعتزم أن يدعو إليه عدداً كبيراً من ملوك وملكات أوروبا، وتم بناء الأوبرا خلال 6 أشهر فقط بعد أن وضع تصميمها المهندسان الإيطاليان أفوسكانى وروس.
وكانت رغبة الخديوي إسماعيل متجهة نحو أوبرا مصرية يفتتح بها دار الأوبرا الخديوية، وهي أوبرا عايدة وقد وضع موسيقاها الموسيقار الإيطالي فيردي لكن الظروف حالت دون تقديمها في وقت افتتاح الحفل، فقدمت أوبرا ريجوليتو في الافتتاح الرسمي الذي حضره الخديوي إسماعيل والإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وملك النمسا وولي عهد بروسيا.
وكانت دار الأوبرا الخديوية التي احترقت فجر 28 أكتوبر العام 1971 تتسع لـ 850 شخصا، وكان هناك مكان مخصص للشخصيات المهمة واتسمت تلك الدار بالعظمة والفخامة.
وبمناسبة احتفال الأوبرا بعيدها، قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، “إن الأوبرا المصرية منذ افتتاحها عام 1988 باتت درة قلاع الفنون الجادة في مصر والوطن العربي وقارة إفريقيا وأحد العلامات المميزة في التاريخ الثقافي والفني للوطن ، كما لعبت دوراً بارزاً في إثراء الحياة الإبداعية بمصر ونجحت في صناعة حضارة فنية وثقافية انعكست إيجاباً على الوجدان الجمعي”.
وأضافت أنها سعت إلى نشر الفنون الجادة الراقية بين مختلف شرائح المجتمع كما أسهمت في خلق أجيال من الفرق والفنانين الموهوبين الذين تألقوا في ساحة الفن المصري والعربي إلى جانب تبني المواهب الشابة القادرة على صون الهوية الفنية المصرية.
من جانبه ، قال الدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا إن الاحتفال بالعيد الـ32 لافتتاح الأوبرا يقام على المسرح الكبير ويقدمه اوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي ومشاركة نجوم فرقة أوبرا القاهرة إيمان مصطفي ، رضا الوكيل ، عمرو مدحت ، جولي فيظي مع كورال اكابيلا قيادة وتدريب مايا جفينيريا ويتضمن السيمفونية التاسعة للمؤلف الألماني الشهير لودفيج فان بيتهوفن والتي انهى كتابتها عام 1824 واعتبرها النقاد أحد أعظم المؤلفات في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية.
ومن المعروف أن دار الأوبرا المصرية افتتحت فى 10 أكتوبر عام 1988 وتضم سبعة مسارح هي الكبير، الصغير والمكشوف إلى جانب مسرح الجمهورية ومعهد الموسيقى العربية بالقاهرة ومسرح سيد درويش بالإسكندرية، ومسرح أوبرا دمنهور بالبحيرة وتم استحداث مسرح النافورة الجديد لينضم الى منظومة العمل بها ، وتختص بتقديم أشكال متنوعة من الفنون الجادة والراقية وهي الباليه ، الأوبرا ، الموسيقى الكلاسيكية والعربية ، الصالونات الثقافية ، معارض الفنون التشكيلية، بالإضافة إلى المهرجانات المتنوعة للموسيقى والغناء ونجحت في صنع مكانة مميزة في قلوب الجمهور المصري والجاليات العربية والأجنبية.
المصدر : أ ش أ