خمسون عاما على رحيل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وما تزال صورته العروبية والقومية عالقة وراسخة فى قلوب وأذهان الكثيرين من محبيه ومريديه فى مختلف الأقطار.
وتحل اليوم ذكرى وفاة عبد الناصر، فى يوم 28 سبتمبر العام 1970، مخلفا وراءه خسارة كبرى شعر بها الشعب المصرى بصفة خاصة، وبفلوب الشعوب العالم العربى والإفريقى بصفة عامة.
قاد الزعيم جمال عبد الناصر، حركات التحرر فى مختلف دول العالم، وقدم نموذجا يحتذى به فى الاستقلال والاخلاص للوطن، واستطاع عبد الناصر أن يكون حجر زاوية مهما فى السياسة العربية والعالمية، وكان صاحب مشروع واضح المعالم فى مصر، وفى علاقاتها بأفريقيا والعالم العربى وبقية دول العالم.
ولد جمال عبد الناصر فى 15 يناير 1918، فى حى باكوس الشعبى بالإسكندرية، لأسرة تنتمى إلى قرية بنى مر بمحافظة أسيوط فى صعيد مصر، وانتقل فى مرحلة التعليم الأولية بين العديد من المدارس الابتدائية حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته فى مصلحة البريد، فأنهى دراسته الابتدائية فى قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر، ثم سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحى الظاهر بالقاهرة فى عام 1937.
بدأ عبد الناصر حياته العسكرية وهو فى التاسعة عشرة من عمره، فحاول الالتحاق بالكلية الحربية لكن محاولته باءت بالفشل، فاختار دراسة القانون فى كلية الحقوق بجامعة فؤاد (القاهرة حاليا)، وحينما أعلنت الكلية الحربية عن قبولها دفعة استثنائية تقدم بأوراقه ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان فى يوليو 1938.
عمل جمال عبد الناصر، فى منقباد بصعيد مصر فور تخرجه، ثم انتقل عام 1939 إلى السودان ورُقى إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل فى منطقة العلمين بالصحراء الغربية ورُقى إلى رتبة يوزباشى (نقيب) فى سبتمبر1942 وتولى قيادة أركان إحدى الفرق العسكرية العاملة هناك. وفى العام التالى انتدب للتدريس فى الكلية الحربية وظل بها ثلاث سنوات إلى أن التحق كلية أركان حرب وتخرج فيها فى 12 مايو 1948، وظل بكلية أركان حرب إلى أن قام مع مجموعة من الضباط الأحرار بثورة يوليو.
كما شارك فى حرب 1948 خاصة فى أسدود ونجبا والفالوجا، وربما تكون الهزيمة العربية وقيام دولة إسرائيل قد دفعت بعبد الناصر وزملائه الضباط للقيام بثورة 23 يوليو 1952.
وكان لعبد الناصر دور مهم فى تشكيل وقيادة مجموعة سرية فى الجيش المصرى أطلقت على نفسها اسم “الضباط الأحرار”، حيث اجتمعت الخلية الأولى فى منزله فى يوليو 1949وضم الاجتماع ضباطاً من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتخب فى عام 1950 رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيسا لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذى أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية فى مصر بعد نجاح الثورة.
المصدر: وكالات