توصلت دراسة حديثة إلى أن خلايا “البلاعم” – خلايا الجهاز المناعي الضرورية للاستجابة المبكرة للعدوى – لها دور رئيسي في الأداء السليم لأنسجة الجسم وتنظيم البدانة.
وقد تمكن فريق من العلماء الأمريكيين من تحديد كيف يمكن الاستفادة من هذه الخلايا في تصميم علاجات جديدة للبدانة وزيادة الوزن، وبعض الأمراض المرتبطة بها، بما في ذلك الكبد الدهني، ومرض السكري من النمط الثاني.
قاد الأبحاث الدكتور ديفيد شانشو الأستاذ في كلية الطب بجامعة لوس أنجلوس الأمريكية، حيث عكف الفريق البحثي على دراسة كيفية تنشيط التمثيل الغذائي لخلايا الميتوكوندريا، ومدى استجابتها للإجهاد التأكسدي بسبب المغذيات الزائدة، وهو ما يساهم في التهاب الأنسجة الدهنية والبدانة.
وقال شانشو: “في العقود الأخيرة، أثبتت الدراسات أن الخلايا الضامة للأنسجة الدهنية تسهل خلق بيئة مضادة للالتهابات وتعويضية في الظروف العادية، وهذا يساهم في إلغاء تنشيط أية عمليات تغير الأداء الطبيعي لهذه الأنسجة، وتعرف هذه باسم مضادات الالتهاب أو من النوع M2 الضامة، ويوضح الباحثون أن مضادات الالتهاب من النوع M2 تفسر أن هناك إشارات إجهاد، تنشأ عادة استجابةً للعدوى، وهي تعزز الالتهاب كآلية دفاعية”.
وأضاف شانشو: “إن هذه العمليات الالتهابية التي تتسبب في الإصابة بالبلاعم هي المسؤولة عن ظهور تغيرات في الأنسجة الدهنية، وهي أصل السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي المرتبطة باضطرابات القلب والأوعية الدموية ومرض الكبد الدهني والسكري من النوع الثاني، وهذا يعني أنه كرد فعل على المغذيات الزائدة الناتجة عن نظام غذائي غني بالدهون، تغير البلاعم وظيفتها وتدعم العمليات الالتهابية، وتشكل بلاعم من النوع M1”.
ووجدت الدراسة الحالية أن اكتشاف خلايا “البلاعم” لإشارات الخطر المؤكسِدة – المعروفة باسم أنواع الأكسجين التفاعلية – يؤدي إلى تغير التمثيل الغذائي في خلايا الميتوكوندريا لهذه الخلايا المناعية، اللازمة لتمييزها عن الالتهاب من النوع M1.
كما توضح النتائج أن الإجهاد التأكسدي موجود في المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة، ويبدو أنه مرتبط بنظام غذائي عالي الدهون، وهو أمر شائع في النظام الغذائي الغربي غير المناسب.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)