يحيي العالم الجمعة اليوم الدولي الثالث لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب ، حيث يتأثر اليوم عدد كبير من البلدان بالإرهاب، ويواصل ضحايا الإرهاب الكفاح من أجل سماع أصواتهم ودعم احتياجاتهم والحفاظ على حقوقهم.
وتلعب الأمم المتحدة دوراً مهماً في دعم الدول الأعضاء لتنفيذ ركائز استراتيجية مكافحة الإرهاب من خلال الوقوف في التضامن وتقديم الدعم للضحايا والمساعدة في بناء القدرات وإنشاء شبكات من المجتمع المدني وتقديم الدعم.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد حددت في قرارها 165/72 عام 2017، يوم 21 أغسطس باعتباره اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم من أجل تكريم ودعم ضحايا الإرهاب والناجين منه وتعزيز وحماية جميع ضحايا الإرهاب، والتمتع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة – في رسالة له بهذه المناسبة – “إننا نحيي اليوم ذكرى جميع ضحايا الإرهاب ونكرمهم، ونقف متضامنين مع المكلومين ومن لا يزالون يعانون من الإصابات الجسدية والنفسية الناتجة عن الفظائع الإرهابية”.
ويحل هذا اليوم الدولي الثالث لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم والعالم يشهد فترة اضطرابات عارمة، فقد غيرت أزمة (كوفيد-19) طريقة العيش، وتعطلت الخدمات الحيوية المقدمة للضحايا وألغيت إقامة العديد من النصب والاحتفالات التذكارية أو نقلت إلى الفضاء الإلكتروني، مما حال دون اجتماع الضحايا معا التماسا للعزاء والسلوان. وبسبب القيود الراهنة، تم تأجيل عقد مؤتمر الأمم المتحدة العالمي لضحايا الإرهاب الأول من نوعه إلى العام المقبل.
ويعتبر أحد أهم الاتجاهات السلبية والخطيرة للإرهاب في عام 2019، هو زيادة خطورة إرهاب (جماعات اليمين المتطرف) في أمريكا الشمالية وأوروبا
الغربية وأستراليا والجزر.. وسجل الإرهاب خلال الأعوام الـ 10 الماضية 322 عملية إرهابية تنسب إلى جماعات اليمين المتطرف، مقارنة بما مجموعه 1.677 عملية خلال الأعوام العشرة، بين عامي 1970 – 1980، كما أن 60% من عمليات اليمين المتطرف خلال الفترة بين 1970- 2018 ، نفذها أفراد ليس لهم ارتباطات تنظيمية محددة مع جماعات اليمين المتطرف، مقارنة ما نسبته 10% فقط نفذها أفراد ينتمون تنظيمياً لجماعات اليمين المتطرف.
ومن الاتجاهات السلبية الجديدة في عام 2019؛ تزايد مشاركة النساء في العمليات الإرهابية والعمليات الانتحارية، وتشير البيانات إلى أنه خلال الفترة بين 1985- 2018، كانت هناك 300 عملية إرهابية شاركت فيها النساء (امرأة واحدة على الأقل) تسببت بمقتل 3000 شخص في العالم. وزاد هذا الاتجاه خلال الأعوام الخمسة الماضية (2013-2018) بنسبة كبيرة جداً، بلغت 450%.
وحول التوزيع الجغرافي للعمليات الإرهابية بحسب “مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2019″، فقد شهدت أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المعروفة بمينا (MENA) اتجاهات إيجابية، حيث انخفضت العمليات الإرهابية في أوروبا بنسبة 70%، كما انخفض عدد القتلى للعام الثاني على التوالي من 200 قتيل العام 2017 إلى 62 عام 2018، وقد انعكست هزيمة تنظيم داعش إيجابياً على أوروبا حيث لم تشهد أية عملية لتنظيم داعش عام 2018 وفي مينا (MENA) انخفض عدد العمليات الإرهابية بنسبة 65 %.
وكشف مؤشر الإرهاب، إلى أن مشكلة عودة (المقاتلين الإرهابيين الأجانب) أصبحت من أهم وأخطر اتجاهات الإرهاب العالمي عام 2019، وهي مرشحة للاستمرار خلال الأعوام القادمة، ورغم أن الظاهرة ليست حديثة إلا أنها أصبحت مشكلة عالمية ، خاصة بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
ورغم هزيمة تنظيم (داعش) عسكرياً في العراق وسوريا، وإحباط كثير من العمليات الإرهابية للتنظيم خلال عام 2019 إلا أن التنظيم لم يهزم تنظيمياً وأيديولوجياً.. ولذلك؛ يتوقع مراقبون أن يشن سلسلة هجمات إرهابية خاطفة وسريعة، خاصة من خلال “الذئاب المنفردة” في العالم، لا سيما في أوروبا، وفي مناطق لم تكن عرضة للإرهاب من قبل، بهدف إثبات الوجود.
المصدر : أ ش أ