أظهرت بيانات اقتصادية صادرة اليوم الجمعة، انكماش اقتصاد منطقة اليورو لأدنى مستوى على الإطلاق خلال الربع الثاني من 2020 بسبب آثار جائحة فيروس كورونا المستجد من إغلاقات وتوقف حركة بين دول العالم.
وبحسب تقرير مكتب الإحصاء التابع للاتحاد الأوروبي “يوروستات” انكمش اقتصاد التكتل المكون من 19 دولة بنحو 12.1% خلال الربع المنتهي في يونيو الماضي، وهو أدنى بيانات مسجلة منذ بدء السجلات في عام 1995.
وشهدت الكتلة والتي تشترك في عملة اليورو انكماشا بنسبة 3.6% في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول، وانخفضت معدلات الناتج المحلي الإجمالي لكل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا بأكثر من 5% خلال تلك الفترة.
وتوقع البنك المركزي الأوروبي في يونيو انكماشا بنسبة 8.7% في الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو في عام 2020. ويتوقع البنك المركزي أن ينتعش النشاط بشكل كبير في الربع الثالث مقارنة بالأشهر الستة الأولى من العام.
وتنظر القراءة الأخيرة في النشاط الاقتصادي بين أبريل ويونيو، وهي الفترة التي تتزامن مع الشهور التي كانت تنفذ فيها العديد من الحكومات الأوروبية عمليات إغلاق صارمة تم تخفيفها ببطء مع تقدم الربع، فيما لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين بشأن الأشهر القادمة خاصة مع بداية ارتفاع تدريجي في حالات الإصابة الجديدة، حيث أبلغت بعض البلدان عن زيادة في الأسابيع الأخيرة.
وأكدت حكومات عديدة حول العالم إنها لن تغلق اقتصاداتها بالكامل في حالة حدوث موجة جديدة من الإصابات، كما فعلت من قبل، لكن المسؤولين يقولون إنهم على استعداد لفرض قواعد إضافية وأكثر صرامة على التجمعات وغيرها من قواعد التباعد الاجتماعي لتجنب موجة ثانية كبيرة.
وعلى صعيد الدول، سجلت فرنسا تراجعا تاريخيا نسبته 13.8% في إجمالي ناتجها الداخلي في الفصل الثاني من العام الجاري بسبب وباء كوفيد-19، حسبما أعلن المعهد الوطني للإحصاءات (إينسي).
وذكر المعهد إنه لم يسجل منذ بدء قياس النشاط الاقتصادي الفرنسي الربعي، انهيارا كهذا. وقد أعاد النظر في أرقام النشاط الاقتصادي في الفصل الأول موضحا أنه تراجع 5.9% بدلا من 5.3% وردت في التقديرات السابقة.
ودخل الاقتصاد الاسباني في حالة ركود في الفصل الثاني من 2020 مع تراجع إجمالي الناتج الداخلي للبلاد بنسبة 18.5% بسبب وباء كوفيد-19، حسب ما نشره المعهد الوطني للإحصاء.
وسجلت إيطاليا تراجعا بنسبة 12.4% في إجمالي الناتج المحلي في الربع الثاني من العام مقارنة مع الفصل السابق، بسبب تفشي وباء كوفيد-19، لتدخل بذلك في ركود، وفقا لبيانات المعهد الوطني الإيطالي للإحصاء (إيستات).
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان ألمانيا التي تعد أكبر اقتصادات القارة العجوز تسجيل انكماش بواقع 10.1% وهو الأكبر على الإطلاق منذ بداية السجلات الاقتصادية في 1970.
وخلال الشهر الجاري، أدى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في إسبانيا إلى اتخاذ تدابير جديدة للحد من تفشي الوباء مجددا، وسط مخاوف من حدوث “موجة ثانية” على نطاق أوسع.
وأغلقت كاتالونيا ليلا لمدة أسبوعين، ولكن المدن خارج المنطقة الشمالية الشرقية تشهد أيضا ارتفاعا في الإصابات.
وأصدرت فرنسا تحذيرات بشأن السفر إلى إسبانيا، فيما فرضت بريطانيا والنرويج الحجر الصحي على القادمين منها.
وسجلت ألمانيا أعلى معدل لها في الإصابات في شهرين، حيث تحاول الدول تجنب تفشي المرض من جديد مع تخفيف إجراءات الإغلاق، كما أصدرت تحذير سفر إلى ثلاث مناطق في إسبانيا – وهي أراغون، وكتالونيا، ونافارا- التي شهدت مؤخرا تصاعدا في عدد الإصابات.
ووضعت السلطات الفرنسية خطة صحية لمواجهة أي موجة ثانية لوباء كوفيد-19، شملت ثلاثة نقاط أساسية بدءا من الوقاية من انتشار الفيروس عبر الإلتزام بمسافة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات الواقية وغسل الأيدي بالسائل المعقم.
إلى جانب ذلك جعلت فرنسا من إجراء الفحوص الطبية على نطاق واسع في المستشفيات والصيدليات للكشف عن الإصابات المحتملة، أولوية. وأيضا توفير كل المستلزمات الصحية اللازمة لمواجهة أي طارئ، وذلك بتوفير تحاليل الكشف الطبية والكمامات الواقية بشكل كاف.
ودخل قرار إجبارية ارتداء الكمامات في الأماكن العامة المغلقة في فرنسا حيز التنفيذ الاثنين 20 يوليو الجاري.
المصدر : أ ش أ