قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة إنه سيحتاج إلى عدة أيام لتحديد كيف يمكن للولايات المتحدة مساعدة العراق على التعامل مع أعمال العنف المسلحة التي يشنها متشددون لكنه استبعد عودة قوات أمريكية للقتال هناك مشيرا إلى أن أي تدخل سيكون مشروطا بأن يصبح القادة العراقيون مشاركين بشكل أكبر.
ولم يوضح أوباما “نطاق الخيارات” التي يدرسها لقتال الدولة الاسلامية في العراق والشام التي وصفها بأنها “منظمة إرهابية” يمكن أن تشكل تهديدا للأمريكيين في نهاية المطاف.
وقال إن القادة العراقيين في حاجة إلى أن ينحوا جانبا الخلافات الطائفية للتعامل مع هذا التهديد مضيفا ان الولايات المتحدة ستبدأ جهودا “دبلوماسية مكثفة” في المنطقة للحيلولة دون تفاقم الموقف.
وأبلغ أوباما الصحفيين في البيت الأبيض “الولايات المتحدة لن تدخل نفسها في عمل عسكري في غياب خطة سياسية من جانب العراقيين تعطينا قدرا من الاطمئنان الى أنهم مستعدون للعمل معا”، وأوضح أنه لن يرسل قوات أمريكية للقتال في العراق.
ومضى يقول “لن نستطيع أن نفعل شيئا بالنيابة عنهم”.
وعبر أوباما عن القلق من قيام متشددي الدولة الاسلامية في العراق والشام باجتياح المواقع الشيعية المقدسة مما قد يفجر صراعات طائفية “يمكن أن يكون من الصعب للغاية إخمادها”.
والمسلحون سنة في حين يهيمن الشيعة على الحكومة المركزية في بغداد بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال أوباما “هذه مشكلة إقليمية وستكون مشكلة طويلة المدى. وما نحن بصدد القيام به هو مجموعة من الأعمال الانتقائية التي ينفذها جسشنا لضمان أننا نتعقب الارهابيين الذين يمكن أن يلحقوا الضرر بمواطنينا في الخارج أو ضرب بلدنا في نهاية المطاف.”
وأضاف إنه يريد مراجعة معلومات المخابرات عن الوضع في العراق حتى يكون أي تحرك أمريكي “دقيق ومحدد الهدف ومؤثر.”
ومضى يقول إنه يتشاور مع الكونجرس حيث يواجه انتقادات من جانب الجمهوريين لفشله في التفاوض على اتفاق مع العراق كان سيسمح للولايات المتحدة بالابقاء على قوة صغيرة هناك بعد انسحاب القوات الأمريكية نهاية عام 2011.
ولا يريد الديمقراطيون الذي ينتمي إليهم أوباما رؤية تدخل عسكري بعد حرب طويلة بدأت عام 2003 بغزو قادته الولايات المتحدة للاطاحة بالرئيس صدام حسين.
وردا على سؤال أحد الصحفيين قال أوباما قبل أن يغادر إلى نورث داكوتا في رحلة محددة سلفا “أنظر.. لقد أنفقت الولايات المتحدة الكثير من الأموال على قوات الأمن العراقية.”
وقال جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين الذين يسافرون مع الرئيس الأمريكي على الطائرة الرئاسية (إير فورس وان) إن من المتوقع أن يتحدث أوباما إلى القادة الأجانب عن الوضع خلال اليومين القادمين.
واضاف ايرنست إن إدارة أوباما لم تبحث بعد أي تدخلات محتملة مع إيران المجاورة للعراق والتي تدعم المالكي.
وقال أوباما إن المتشددين لم يسببوا حتى الآن تعطيلا كبيرا لإمدادات النفط من العراق لكن إذا سيطر المسلحون على مصافي النفط فينبغي لمنتجي النفط الآخرين في الشرق الأوسط تعويض ذلك.”
وأضاف “سيكون ذلك جزءا من المشاورات التي ستجرى في غضون الأسبوع الحالي.
المصدر: وكالات