قال مسؤول إيراني كبير إن بلاده “مشغولة باعادة تصميم” مفاعل للأبحاث النووية لم يكتمل بعد لتخفيض إنتاجه المحتمل من مادة البلوتونيوم التي قد تستخدم كوقود للقنبلة النووية.
ومستقبل مفاعل آراك من النقاط الشائكة التي تحتاج ايران والقوى العالمية الست الى حلها كي تتوصل إلى اتفاق بحلول اواخر يوليو بشأن الحد من برنامج ايران النووي المثير للجدل مقابل انهاء للعقوبات المفروضة عليها.
وتقول إيران إن المفاعل الذي تبلغ قدرته 40 ميجاوات يهدف إلى إنتاج النظائر المشعة المستخدمة في علاج السرطان وبعض الأمراض الأخرى. وقد وافقت على وقف التركيبات في آراك بموجب اتفاق مؤقت مدته ستة أشهر تم التوصل إليه في 24 نوفمبر تشرين الثاني بهدف توفير وقت للتفاوض للتوصل إلى اتفاق شامل.
وبعد أحدث جولة من المفاوضات في العاصمة النمساوية فيينا في مايو الماضي قال دبلوماسي من احدى القوى الغربية إن ايران بدت متراجعة عن استعدادها السابق لمعالجة المخاوف الغربية بشأن القدرة المحتملة لمفاعل آراك على انتاج سلاح نوووي.
ومنذ ذلك الحين تصف ايران أحد الحلول المطروحة بأنه “سخيف”.
لكن رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي بدا كأنه يعود إلى موقف أكثر ليونة في تصريحات لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية في وقت متأخر يوم الاربعاء.
وقال صالحي إن كمية البلوتونيوم التي سيكون المفاعل قادرا على انتاجها ستخفض إلى أقل من كيلوجرام واحد سنويا بعدما كانت تتراوح بين تسعة وعشرة كيلوجرامات وفق تصميمه الأصلي.
ونقلت الوكالة الايرانية عن صالحي قوله “نحن مشغولون في الوقت الحالي باعادة تصميم ذلك المفاعل للترتيب لهذا التغيير.”
وبعد محادثات مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في جنيف هذا الأسبوع شككت ايران في مدى جدوى المهلة التي تنتهي في يوليو للتوصل إلى اتفاق نهائي يهدف إلى تقليل خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط بشأن الطموحات النووية لإيران.
وتتيح شروط المحادثات تمديد المهلة لكن الخبراء يعتقدون أن إيران والقوى الغربية قد تواجه ضغوطا سياسية داخلية للتشدد في شروطهم خلال الفترة الإضافية ما قد يجعل تحقيق انفراجة أمرا أصعب.
وستعقد الجولة المقبلة من المفاوضات في فيينا بين 16 و20 يونيو الجاري.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال “يوجد كثير من العمل ينبغي انجازه للتوصل إلى اتفاق شامل وذي مصداقية ودائم.” وأضاف أن المحادثات بين مسؤولين فرنسيين وايرانيين في جنيف يوم الأربعاء -ضمن سلسلة من الاجتماعات الثنائية بين القوى العالمية وايران- كانت “مفيدة”.
وينظر الى المفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل وتستخدم اليورانيوم الطبيعي كوقود مثل آراك على انها مناسبة بوجه خاص لانتاج البلوتونيوم.
وتريد القوى الكبرى أن تخفض إيران من قدرتها على تخصيب اليورانيوم لمنعها من أن تكون لديها قدرة سريعة على إنتاج مادة تكفي لصنع قنبلة نووية.
وتقول ايران إنها تحتاج إلى تخصيب اليوارنيوم لتأمين الوقود لشبكة من المفاعلات النووية المخصصة لانتاج الطاقة.
المصدر: رويترز