جهود حثيثة تبذلها الدولة المصرية فى معركتها الفاصلة التى تخوضها حاليا ضد فيروس كورونا المستجد ، أكدت ان الحكومة على مستوى المسئولية ، لأنها حملت العبء قبل ظهور الفيروس فى مصر بإجراءات احترازية ، وأدارت الأزمة بكفاءة وأقتدار منذ اكتشاف الحالة الأولى من الإصابة فى شهر مارس الماضى ، وما تبع ذلك من ظروف بالغة الصعوبة إقتصاديا وصحيا.
معركة فاصلة يديرها قائد بدرجة إنسان ، شديد الإنضباط والحرص على شعبه،شديد الدقة فى قراراته، وأحدث فصول تلك المعركة ” حملة للتبرع بالدم” ، يتم من خلالها حث وتشجيع المواطنين المتعافيين من فيروس كورونا المستجد على التبرع ببلازما الدم للمساهمة في علاج الحالات الحرجة من مصابي الفيروس ، وذلك بعد نجاح التجربة التي تم تطبيقها في مصر على عدد من الحالات الحرجة في المستشفيات ، وأظهرت نتائج مبدئية مبشرة، من خلال نسبة تعافي جيدة للمرضى ، وذلك بحسب ما أعلنته مؤخرا الدكتورة هالة زايد وزير الصحة والسكان.
وأشارت إلى أنه ، فى خطوة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، سيكون هناك تعاون بين الوزارة ممثلة في خدمات نقل الدم القومية عبر حملة لتشجيع المواطنين على التبرع بالدم، مشيرة إلى أن تلك الحملة ستسهم فى علاج الحالات الحرجة من مرضى كوفيد ١٩ .
و يؤدى نقل بلازما الدم من أشخاص متعافين إلى المرضى المصابين إلى تقوية أنظمتهم المناعية الضعيفة ، حيث تحتوى البلازما، فى تلك الحالة ، على أجسام مضادة لفيروسات كورونا، والبلازما هى أحد مكونات الدم ، وهي عبارة عن مادة سائلة شفافة تميل إلى الاصفرار.
و تشكل بلازما الدم حوالي 55 فى المائة من إجمالي حجم الدم في جسم الإنسان ، ولها دور مهم في انتقال الماء والأملاح والمواد الغذائية مثل السكريات والفيتامينات والهرمونات، حيث تنقل المواد الغذائية اللازمة للخلية من مكان الامتصاص أو التصنيع إلى الأماكن المختلفة من الجسم ، الى جانب نقل نواتج عملية الاستقلاب أو الأيض لمواقع التخلص منها فى جسم الإنسان .
وبحقن مرضى كورونا ببلازما أشخاص متعافين من كوفيد ١٩ ، لتصبح خلايا البلازما داخل أجسامهم مصانع للأجسام المضادة التي تنتج الآلاف من الأجسام المضادة ، والأجسام المضادة عبارة عن بروتينات يصنعها الجهاز المناعي يمكنها استهداف الفيروس وتحييده.
ويتكون الجهاز المناعي لجسم الإنسان من نخاع العظام المسئول عن إمداد الجسم بكرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية والخلايا الليمفاوية، علاوة على الغدة المعروفة طبيا بإسم ” الغدة التيموسية ” التي تقوم بإفراز هرمون يساعد على اكتمال نمو الخلايا الليمفاوية ثم تضمر عند البلوغ، بالإضافة إلى الطحال وخلايا الدم.
وفى مواجهة الأمراض ، تقطع الأجسام المضادة رحلة طويلة داخل الجسم ، حيث تحتوى الأنسجة الليمفاوية على خلايا مسئولة عن إنتاج أجسام مضادة لمكافحة مسببات الأمراض ، وتبدأ تلك الخلايا النشطة في التكاثر وإنتاج نوعين من الخلايا المناعية ( ب ، ت ) ، والخلايا ب هى خلايا البلازما ، وهى القادرة على تذكر الأمراض التى أصيب بها الجسم عبر تاريخة ، وبالتالى يمكنها إفراز الجسم المضاد الأفضل لمهاجمة المرض.
فيما يقوم النوع الثاني وهو الخلايا ( ت ) ، بمساعدة الخلايا ( ب ) على تدمير الأجسام الغريبة وتقديمها إليها ، فتقوم بدورها بإفراز مجموعة من المضادات تهاجم الأجسام الغريبة التي غزت الجسم ، وتشير الدراسات العلمية إلى أن أحد عوامل النسخ المعروف بإسم ( تى-بت) ، يساعد في تطوير عملية إفراز الأجسام المضادة عبر الخلايا ب ، إذ ينظم ذلك العامل وظيفة الخلية المناعية وطريقة تكاثرها وعمرها وفاعليتها.
وحين ينشط عامل النسخ ، تقوم الجينات ببث مجموعة من الإشارات الالتهابية التي تلتقطها الخلايا ت المساعدة ، وهي نوع من الخلايا تساعد الخلايا ب على إفراز الأجسام المضادة. وترسل الخلية ت المساعدة بدورها رسالة أخرى إلى الخلايا ب متضمنه المعلومات اللازمة للخلية الالتهابية التي تهاجم الجسم.
ويستطيع عامل النسخ نفسه قمع أو إيقاف نحو 2000 جين في الخلايا ( ب) المنشطة من قبل الخلايا ت المساعدة لكبح نشاطها، وبالتالي، يكون ذلك العامل مسئولا إما عن زيادة عدد الأجسام المضادة أو كبحها.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ)