قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، إن دين الإسلام يقوم في جوهره على مبدأ العالمية، فرسالة الإسلام هي آخر اتصال إلهي بين السماء والأرض وأرسلها الله للناس كافة بغض النظر عن انتماءاتهم الثقافية أو خلفياتهم العرقية، وأن الإسلام وضع قواعد أساسية وأحكام جوهرية لسلوك المسلم والتي تُعتبر بمثابة توجيهات للتعايش مع الآخر، هذه التوجيهات صالحة للتنفيذ في كل الأماكن والأوقات والظروف المختلفة حتى يتسنى للمسلم أن يكون مساهمًا فعليًا في العالم الذي يعيش به وجزء لا ينفصل عنه.
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية بمسجد “خديجة” بسنغافورة عن دور علماء الدين في المجتمعات التي يوجد بها أديان مختلفة، حضرها أمس الدكتور علي جمعة، وكان النقاش حول النماذج الأربعة التي قدمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الآخر وكيف أن المسلمين كانوا يتعايشون مع الآخر.
وأكد الدكتور جمعة، خلال الحلقة النقاشية أن الرسول صلى الله عليه وسلم ترك لنا أربعة نماذج للتعايش مع الآخر سواء كانوا يعيشون داخل أو خارج حدود الحضارة الإسلامية النموذج المكي، نموذج الحبشة ، نموذج المدينة 1 ، نموذج المدينة 2 ، وأن هذه النماذج قد شكلت في النهاية هوية المسلم التي تتميز بالصبر والتعايش والانفتاح والتعاون والولاء والمشاركة والعدل مع الوعي بأهمية عنصريّ الزمان والمكان، فضلاً عن ذلك، يعتبر تحصيل العلم في شتى الأمور وامتلاك الفطنة الفكرية من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة جزء لا يتجزأ من شخصية المسلم.
يذكر أن الدكتور علي جمعة، قد سافر بدعوة من رئيس جمهورية سنغافورة سافر صباح الخميس لافتتاح المركز الدولى لدراسات الحوار الديني التابع لجامعة سنغافورة، في زيارة تستغرق خمسة أيام يقوم خلالها فضيلته بالعديد من الأنشطة والندوات.
المصدر: وكالات