مع انخفاض عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد وارتفاع حالات التعافي في السعودية، بدأت الحياة تسير إلى مجراها الطبيعي، إذ فتحت المساجد أبوابها للمصلين فجر أمس، وعاد 11 مطاراً من أصل 28 في مختلف المناطق لاستقبال المسافرين بعد توقف حركة الطيران 71 يوماً.
يأتي ذلك مع عودة الجهات الحكومية والخاصة للعمل، عبر مراحل تحكمها معايير وتوصيات الجهات الصحية والمختصة، إذ أن لكل مرحلة قدرة تشغيلية ترتفع تدريجياً، حتى وصولها إلى قدرتها التشغيلية الكاملة.
وحرصت الجهات الحكومية على تجهيز بيئة العمل، وأعاد بعضها توزيع المكاتب في مواقع متباعدة وتعقيم المباني، مع إيقاف عملية تسجيل حضور الموظفين عن طريق البصمة، والاكتفاء بالتوقيع الورقي، وتوفير الكمّامات والمعقمات.
وفتح المسجد النبوي أبوابه للمصلين فجر أمس، بالتزامن مع بدء العمل بقرار عودة صلاة الجماعة في مساجد السعودية، عدا مساجد مكة.
وأوضح جمعان العسيري، المتحدث الرسمي بوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، أن خطة الوكالة تتضمن تعزيز الإجراءات الاحترازية والوقائية لحماية المصلين والزائرين من فيروس كورونا والوقاية منه، مع استمرار تعليق الدخول للروضة الشريفة، وتفويج دخول المصلين للمسجد النبوي بما لا يزيد عن 40 في المائة من الطاقة الاستيعابية.
وبين العسيري أن الخطة تشمل كذلك تخصيص أبواب محددة لدخول المصلين، ووضع كاميرات الكشف الحراري على الأبواب المخصصة للدخول، إضافة إلى رفع سجاد التوسعات والساحات كاملاً، على أن تكون الصلاة على الرخام، وغسل وتعقيم أرضيات المسجد النبوي وساحاته بعد كل صلاة، إلى جانب فتح القباب والمظلات بشكل دوري لتجديد التهوية داخل المسجد النبوي، ورفع حافظات زمزم وإيقاف توزيع عبوات زمزم للحد من انتقال العدوى، ووضع خطوط أرضية لتحقيق تباعد الصفوف فيما بينها ولاستقامة الصفوف، ووضع علامات على هذه الخطوط لتحقيق التباعد بين المصلين.
وأشار إلى استمرار تعليق سفر الإفطار والإطعام في المسجد النبوي وساحاته، وتعليق إقامة الدروس العلمية وحلقات تحفيظ القرآن والمتون العلمية، واستمرار إغلاق المسجد النبوي بعد صلاة العشاء وفتحه قبل الفجر بساعة، إلى جانب تشغيل مواقف السيارات بنسبة 50 في المائة.
وفي مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض، بدت الإجراءات الوقائية الصارمة التي اتخذتها هيئة الطيران المدني، وذلك بفرض التباعد الاجتماعي، وقياس درجة حرارة جميع الداخلين للمطار عبر الكاميرات الحرارية ليسمح بالسفر لمن تكون درجة حرارته أقل من 38. إضافة إلى فرض الأقنعة الطبية على جميع الداخلين إلى صالة المطار من موظفين ومسافرين.
وذكر إبراهيم الروساء المتحدث باسم هيئة الطيران المدني، أن المرحلة الأولى تشمل تشغيل 11 مطاراً بدءاً من أمس من أصل 28 مطاراً في أنحاء البلاد، مشيراً إلى القدرة على تشغيل كامل المطارات ولكن ذلك يرتبط بتوصيات الجهات الصحية.
ولفت إلى أن الموظفين عادوا للعمل في 11 مطاراً بمدن الرياض وجدة والدمام والمدينة وأبها والقصيم وحائل وتبوك وجازان والباحة ونجران مع إضافة الجوف وعرعر اليوم، على أن يعود بقية الموظفين في المطارات الأخرى في مرحلة مقبلة بحسب توجيهات الجهات المعنية. وبخصوص عودة الرحلات الدولية، أشار المتحدث باسم «الطيران المدني» إلى عدم صدور قرار بهذا الخصوص حتى الآن، مضيفاً أن ذلك يعتمد على توصيات الجهات المختصة.
وقبل العودة التدريجية التي بدأت أمس، كانت توجد حركة للطائرات في السعودية للحالات الضرورية والإنسانية وطائرات الإخلاء الطبي والطيران الخاص فقط، ومن ضمن الحالات المستثناة الحالات التي ترتبط بعودة المواطنين إلى السعودية أو عبر «عودة آمنة» المخصصة للمقيمين الذين يرغبون بالمغادرة إلى بلدانهم. وكانت السعودية علّقت جميع رحلات الطيران الداخلي في 21 مارس الماضي، ولمدة 14 يوما، ومددت الفترة بعد ذلك لتستمر حتى صباح أمس، وكان يستثنى منها خلال هذه الفترة الرحلات المرتبطة بالحالات الإنسانية والضرورية وطائرات الإخلاء الطبي والطيران الخاص.
ودعت هيئة الطيران المدني جميع المسافرين إلى ضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية المنفذة في المطارات واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، ومن ذلك شراء تذاكر الطيران عبر الوسائل الإلكترونية فقط، واقتصار دخول المطار على المسافرين فقط باستثناء مرافقي كبار السن وذوي الإعاقة، وقياس درجة حرارة المسافر في المطار، إذ يسمح بالسفر لمن تكون درجة حرارته أقل من 38، ووضع الكمامة القماشية أثناء الدخول للمطار وطوال مدة سير الرحلة وأثناء عملية النزول من الطائرة، كما منعت من السفر من لا يلتزم بالكمامة، واتباع إجراءات التباعد بمسافة مترين في مرحلة الصعود إلى الطائرة وداخل حافلات النقل وجسور الإركاب.
وإضافة إلى ذلك، تضمنّت الإجراءات الحفاظ على التباعد بين المسافرين بمسافة مترين في جميع مراحل السفر وعند مقدمي الخدمات إضافة إلى الوقوف على الملصقات الإرشادية والحضور قبل موعد إقلاع الرحلة بساعتين، وتعقيم اليدين عند الدخول إلى الصالة والتخلص من الكمامة بشكل آمن عند الخروج منها، وتشجيع استخدام وسائل الدفع الإلكترونية والتقليل من استخدام الأوراق النقدية مع الالتزام بالإفصاح الطبي خلال مرحلة الحجز والإبلاغ في حال وجود أي أعراض لمرض كورونا.
كما عاد منسوبو وزارة الحج والعمرة إلى مقرات عملهم في الوزارة، مع تطبيق الإجراءات الوقائية.