تناولت الصحف الإماراتية في افتتاحياتها ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قطع العلاقة مع منظمة الصحة العالمية التي تقود معركة العالم ضد “كورونا” ..مؤكدة أن العالم يحتاج الآن، وأكثر من أي وقت مضى، إلى التوحد والجهد المشترك لمواجهة هذا الوباء والانتصار عليه، ودعم كل جهود منظمة الصحة العالمية، وليس تقويض عملها.
وقالت صحيفة الخليج الإماراتية، إنه فيما العالم لا يزال يخوض حرباً ضارية ضد فيروس «كورونا» الذي أصاب حتى الآن أكثر من 6 ملايين شخص، وقضى على ما يزيد على 360 ألفاً، ويهدد بكوارث الجوع والفقر والبطالة والكساد الاقتصادي، يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطع العلاقة مع منظمة الصحة العالمية التي تقود معركة العالم ضد هذا الوباء.
وأضافت أن القرار لم يكن مفاجئاً، فقد مهَّد له الرئيس الأمريكي في مطلع الشهر الحالي بتقليص مساهمة الولايات المتحدة بميزانية المنظمة، وهدَّد بقطع التمويل نهائياً عنها، وبتعليق عضوية بلاده فيها «إذا لم تقم بإصلاحات جوهرية»، متهماً إياها ب«الانحياز» إلى الصين، والفشل في تزويد الدول بالمعلومات الضرورية حول تفشي فيروس «كورونا».
وأوضحت أن هذا القرار، وفي هذا التوقيت بالذات، لا مبرر له، حيث يحتاج العالم إلى مزيد من التضامن والعمل المشترك لمحاصرة الوباء والقضاء عليه، من حيث التجارب السريرية الضرورية لتطوير اللقاح الناجع، وذلك يفترض عملاً جماعياً وتنسيقاً دائماً مع منظمة الصحة العالمية ..مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي، الذي لم تكن إدارته بالمستوى المطلوب للتصدي للجائحة، ما أدى إلى تصدر بلاده عدد ضحايا «كورونا»، واضطراب في التنسيق بمواجهة الجائحة على مستوى الولايات، يبدو أنه يحاول أن يبحث عن مبررات لهذا الفشل، بتحميل منظمة الصحة العالمية والصين المسؤولية، خصوصاً أن استطلاعات الرأي تشير إلى انخفاض التأييد الشعبي له، جراء النظام الصحي المعمول به، فيما هو يُعِدُّ العدة لمعركة الرئاسة في نوفمبر المقبل بمواجهة المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي تتحدث الاستطلاعات عن تجاوزه ترامب بعدة نقاط.
ولفتت الى ان منظمة الصحة العالمية رفضت التعليق على قرار ترامب، الذي أثار غضب أوروبا التي دعت ترامب إلى إعادة النظر في قراره، وروسيا التي اعتبرته «ضربة للشرعية الدولية والأسس القانونية الدولية للتعاون، في وقت يحتاج فيه العالم إلى الوحدة» لمكافحة فيروس كورونا.
وذكرت أن الحقيقة أن مقاربة الولايات المتحدة تجاه الأمم المتحدة ومنظماتها، تتسم بالسلبية والشك منذ ستينات القرن الماضي، بعدما ازداد عدد الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، ولم تعد الولايات المتحدة قادرة على التأثير في القرارات التي تصدر عنها، أو التحكم في مسار المنظمة بما يلائم سياساتها ومصالحها ..لذا كانت تلجأ إلى سياسة «الاختيار» في علاقاتها مع الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، وهو أمر لم تتجاوزه كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، لكنه اتخذ شكلاً فجاً مع إدارة الرئيس ترامب، بعدما ربط مصالح الولايات المتحدة بمصالح «إسرائيل» بالمطلق، حيث انسحبت من العديد من المنظمات التي اتخذت مواقف تدين سلوك «إسرائيل» ..وهي الآن تعلن الحرب على منظمة الصحة العالمية التي تتهمها بممالأة الصين.
واختتمت الصحيفة بالقول إن العالم يحتاج الآن، وأكثر من أي وقت مضى، إلى التوحد والجهد المشترك لمواجهة وباء «كورونا» والانتصار عليه، ودعم كل جهود منظمة الصحة العالمية، وليس تقويض عملها.. وإذا كانت المنظمة بحاجة إلى إصلاحات داخلية وهيكلية، فالانسحاب منها ليس هو الحل.
المصدر: وكالات