كشفت صحيفة الشرق الاوسط ، اليوم الأربعاء، عن تبدلات وتغييرات جذرية بمواقف السلطتين التنفيذية والنقدية اللبنانية من صدامية إلى تنسيقية بشأن الاجتماعات مع صندوق النقد الدولي.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” نقلا عن مصادر مصرفية عن تبدل الأجواء بين السلطتين التنفيذية والنقدية من صدامية إلى تنسيقية، بدأ يثمر في إعادة تنظيم العمليات المالية والحد من تفاعل محفزات الفوضى والمضاربات التي أطاحت بقواعد السوق وأسهمت بتزخيم انهيار النقد الوطني والارتفاع الصاروخي المتزامن في مؤشري الغلاء الذي استنزف القدرات الشرائية للمداخيل العامة والخاصة والبطالة المتفشية في القطاع الخاص، مما وضع البلاد أمام احتمالات قوية لانفجار أزمات معيشية واجتماعية تفوق كل سابقاتها من حيث توسعها وميلها التلقائي إلى الصدام والعنف”.
كما إستبعدت المصادر “تلمس إيجابيات فورية لجهة خفض أسعار سلة الغذاء التي سيشملها التمويل المدعوم، باعتبار أن وصول الشحنات الجديدة يستلزم عدة أسابيع للتعاقد والنقل، فإنها تجد في خطوة الدعم المماثل للمواد الأولية اللازمة للمصنوعات القابلة للتصدير منفذا حيويا للحصول على سيولة إضافية بالعملات الأجنبية إلى الداخل الذي يعاني من شح شديد في توفر الدولارات النقدية؛ فضلا عن تحفيز ضخ جزء من السيولة عينها المخزنة في المنازل والتي تراوح بين 3 و4 مليارات دولار وفق التقديرات”.
ورجحت المصادر أن يحدث تلاقي تحرك مجلس النواب اللبناني لإقرار مشروع قانون الـ”كابيتال كونترول” وعودة مصرف لبنان إلى التدخل في سوق القطع وإطلاق المنصة الإلكترونية لتسعير العملات يوميا ودعم مستوردات رئيسية جديدة إلى جانب القمح والدواء والمحروقات، تحولا نوعيا في استعادة انتظام المؤسسات الدستورية وخصوصيات مهامها.
وتؤكد مصادر اقتصادية أن شروط صندوق النقد لن تكون سهلة، لا سيما بالنسبة إلى الطلب من الحكومة اللبنانية تحرير صرف الليرة اللبنانية وإعادة هيكلة القطاع العام وفرض سياسة ضرائبية جديدة.
المصدر : صحيفة الشرق الاوسط