“فاينانشيال تايمز”: إعلان ترامب عزمه الانسحاب من “السماوات المفتوحة” يثير فزع بعض الدول الأوروبية
سلطت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، في عددها الصادر- اليوم الجمعة- الضوء على عزم الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة السماوات المفتوحة، وهي اتفاقية دفاع دولية كبيرة تسمح للدول بالتحليق فوق أراضي بعضها البعض، وهي المرة الثانية في غضون 12 شهرًا التي تنسحب فيها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاقية عالمية للحد من الأسلحة.. لافتة إلى فزع بعض الدولة الأوروبية بسبب ذلك.
وقالت الصحيفة – في سياق تعليق لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن – “إن قرار واشنطن في هذا الشأن ربما يزعج العديد من الدول الأوروبية التي كانت تستفيد من هذه المعاهدة”.
ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله “إن الولايات المتحدة ستخرج من المعاهدة حتى تلتزم روسيا بشروطها”، وكان قد صرح للصحفيين- أمس الخميس- “أعتقد أن ما سيحدث هو أننا سننسحب، وهم سيعودون ويرغبون في عقد اتفاق جديد، لاسيما ونحن كانت لدينا علاقة جيدة للغاية في الآونة الأخيرة مع روسيا”.
ومن جهته، قال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض “إن ترامب أوضح أن الولايات المتحدة لن تبقى طرفاً في الاتفاقيات الدولية التي تنتهكها الأطراف الأخرى، ولم تعد في صالح أمريكا”.
جدير بالذكر أن المعاهدة، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2002 وتضم 35 دولة، تسمح لروسيا ومعظم أعضاء حلف شمال الأطلسي “الناتو” بالقيام برحلات مراقبة فوق أراضي بعضهم البعض للتحقق من نشر القوات والأسلحة.. وقد تم التوقيع عليها في محاولة لزيادة الثقة بين التحالف العسكري الغربي وموسكو بعد نهاية الحرب الباردة، ومع ذلك، اشتكت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة مما تقول إنه رفض روسي للسماح برحلات جوية فوق منطقة كالينينجراد العسكرية في بحر البلطيق المدججة بالسلاح، والواقعة كذلك على طول الحدود الروسية مع جورجيا، وتشهد تدريبات عسكرية واسعة النطاق.
وبدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية أمس “إن روسيا لم تتلق توضيحات وتفسيرات رسمية من جانب الولايات المتحدة بشأن الانسحاب”، وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، للتلفزيون الروسي، “لسوء الحظ، هذه ليست الضربة الأولى للاستقرار والأمن الدوليين من جانب الإدارة الأمريكية”.
وقال مسئول بحلف شمال الأطلسي، حسبما نقلت فاينانشيال تايمز، “إن أعضاء التحالف المؤلف من 30 عضوا سيناقشون مسألة انسحاب واشنطن من اتفاقية السماوات المفتوحة في وقت لاحق من اليوم، مشيرا إلى المخاوف التي أعرب عنها قادة دول الناتو في 2018 بشأن “التنفيذ الانتقائي” لروسيا للاتفاق، لاسيما من خلال القيود التي تفرضها على الرحلات الجوية في مناطق معينة”.
وفي الشهر الماضي، أبرزت الصحيفة البريطانية أن كبار الديمقراطيين الأمريكيين في لجان مجلسي النواب والشيوخ التي تشرف على الشؤون العسكرية والخارجية قالوا إنهم “قلقون بشدة” بسبب التقارير المتواصلة بأن إدارة ترامب تدرس الانسحاب من اتفاقية السماوات المفتوحة.. واتهم المشرعون البيت الأبيض بـ”الصدام” من خلال الانسحاب بينما يتعامل العالم مع جائحة فيروس كورونا المستجد.
وتعليقا على ذلك، قالت (فاينانشيال تايمز) “إن أنباء الانسحاب ربما تفزع بعض الدول الأوروبية، التي ضغطت على الولايات المتحدة للبقاء في الاتفاق لأنهم وجدوا أن المعلومات التي يحصلون عليها من خلال الرحلات الجوية فوق روسيا ذات قيمة للأمن الأوروبي”.
وقال مسؤول أوروبي “إن الخطوة الأمريكية تتوافق مع سياسة إدارة ترامب بـ الانسحاب من المنتديات متعددة الأطراف دون استشارة الحلفاء”، وقال مسؤول أوروبي آخر “إن قرار واشنطن “غير متوقع”، مضيفًا أن انتهاكات روسيا للمعاهدة “مصدر قلق بالغ”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )