شهر رمضان هو شهر الفتوحات والبطولات والانتصارات قديما وحديثا وشهر المواقف الحاسمة التي تقدم بها المسلمون وانتشر الإسلام وتشكل التاريخ، فمن غزوة بدر ومعركة القادسية إلى موقعة حطين وعين جالوت إلى العاشر من رمضان.
على درب المسلمين القدامى، سار المصريون في حرب العاشر من رمضان مسجلين نفحة ناصعة في سجل البطولات والفتوحات الكبيرة في التاريخ الإسلامي والمصري التي قدر الله لها أن تكون في رمضان.
جاءت أيام لا تنسى انتصاراتها في هذا الشهر الكريم.. ففي العاشر من رمضان عام 1393هـ ، الموافق السادس من أكتوبر 1973 ، والذي يعتبره المؤرخون المعاصرون أول انتصار عسكري للمسلمين والعرب في العصر الحديث على اليهود والذي شفا الله به صدور قوم مؤمنين وأذهب غيظ قلوبهم حيث خاضت مصر معركة عظيمة حققت فيها انتصارا مبهرا محى كبوة 1967 وتوج ما قام به الجيش المصري من مقاومة بدأت بحرب الاستنزاف، التي أرست الأعمدة الرئيسية التي قام عليها الانتصار العظيم في العاشر من رمضان.
وسيظل العاشر من رمضان مصدر مجد وفخر يحيط بقادة العسكرية المصرية على مر التاريخ ووساما على صدر كل مسلم وعربي وشفيعا للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الذود عن الوطن وذلك قبل 47 عاما حيث تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس ونجحت في تحطيم خط بارليف، أكبر ساتر ترابي يمتدد بطول القناة نحو 160 كيلومترا، من بورسعيد وحتى السويس جنوبا ، وهذا الجبل الترابي الذي طالما افتخرت القيادة الإسرائيلية بمناعته وشدته كان أكبر العقبات التي واجهت القوات المسلحة المصرية في عملية العبور والانتصار.
خاض الجيش المصري معركة العاشر من رمضان وكانت صيحات “الله أكبر” صيحة النصر والتسابق على الشهادة، والهدف هو الاقتداء بسيرة الأبطال العظام ، كخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي وعمر المختار ، القدوة التي أوقدت جذوة المعركة وحركت وبعثت عزيمة الجيش فلم يقف أمامه شئ وصنع معجزة العبور وتخطى المستحيل لأن قائده تحرك باسم الله وعلى الله التوكل ومن الله العون فنصرهم.
المصدر : أ ش أ