واجهت إيران ضغوطا غربية، يوم الأربعاء، لزيادة التعاون الذي وعدت به في تحقيق متعثر منذ فترة طويلة تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في أبحاث أجرتها طهران يشتبه أنها تتصل بإنتاج قنبلة ذرية وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية.
ورحبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى شاركت في اجتماع في الوكالة الدولية بعلامات على أن إيران بدأت تتعامل مع التحقيق لكنها شددت على ضرورة أن تبذل طهران مزيدا من الجهد لتبديد مخاوفهم تماما.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن من الأفضل أن ترد إيران على أسئلة الوكالة كي يتسنى للقوى الست -الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا- التوصل إلى اتفاق طويل الأجل مع طهران.
وتهدف هذه المحادثات إلى فرض مجموعة من القيود التي يمكن التحقق منها على نشاط إيران النووي وإنهاء العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
وكانت الوكالة تحقق منذ فترة في شكوك بأن إيران ربما قامت بجهود منسقة لمعالجة اليورانيوم واختبار متفجرات وتعديل مخروط صاروخ متعدد المراحل كي تصلح لتركيب رأس حربي نووي. وقالت إيران إن هذه المزاعم كاذبة لكنها عرضت المساعدة لتوضيحها منذ تولي الرئيس حسن روحاني الرئاسة العام الماضي.
وأشار الاتحاد الأوروبي -الذي يضم ثلاث من بين القوى الست التي تتفاوض مع إيران- إلى إحراز بعض التقدم في محادثات منفصلة بين إيران والوكالة الدولية.
لكن الاتحاد الأوروبي (28 دولة) قال في بيان أمام اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية المؤلف من 35 دولة “ندعو إيران إلى تقديم المعلومات ذات الصلة للوكالة وتسريع تعاونها معها لتبديد بواعث القلق لدى الوكالة بشكل كامل.”
وطرح مبعوث كندا لدى الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا لها الأمر بشكل أكثر صراحة قائلا إن إيران تسلك نهجا متباطئا في تعاملها مع الوكالة.
وقال مارك بايلي “نحن قطعا مع الرأي القائل بأن إيران تتحرك ببطء شديد في الرد على هذه الأسئلة المطروحة منذ فترة طويلة… هم في حاجة للتحرك بشكل أسرع.”
ووفقا لمسودة بيان قرأها دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي فإن زعماء مجموعة السبع الكبار المجتمعين في بروكسل هذا الأسبوع سيطالبون إيران بالتعاون بشكل كامل مع الوكالة “وحل كل القضايا العالقة” مما يزيد الضغوط التي تتعرض لها طهران.
وقال المدير العام للوكالة يوكيا أمانو في وقت سابق هذا الأسبوع إن إيران بدأت التعامل مع القضايا الأساسية للتحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية لكن لا تزال هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد.
وقال السفير الأمريكي لدى الوكالة جوزيف ماكمانوس إن التوصل إلى حل للقضايا الخاصة بما تقول الوكالة إنها أبعاد عسكرية لبرنامج إيران النووي أمر “حاسم”.
وأضاف ماكمانوس أمام مجلس محافظي الوكالة “نحث إيران على زيادة تعاونها مع الوكالة في مسعى لحل القضايا العالقة.”
ورغم أن مجموعتي المحادثات منفصلتان إلا أنهما تكملان بعضهما لأنهما تركزان على الشكوك في أن إيران ربما تسعى سرا لامتلاك الوسائل والتكنولوجيا لإنتاج سلاح نووي.
وقال ماكمانوس “لن تستطيع الوكالة التوصل إلى استنتاج بشأن ما إذا كان البرنامج النووي الإيراني مخصص فقط للأغراض السلمية… إلا من خلال تعاون إيران الكامل مع الوكالة.”
المصدر: رويترز